تقسيم الأرض وموت العلماء – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
الآية الكريمة (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) تلفت انتباهنا إلى موضوع مهم يتعلق بالأرض وكيفية نقصانها من أطرافها. هذه الآية تثير تساؤلاً حول معنى “أطراف الأرض” في ظل العلم الحديث الذي يثبت أن الأرض كروية الشكل ولا أطراف لها بالمعنى التقليدي. في هذا المقال، سنناقش تفسير الآية من زوايا مختلفة، ونستعرض الآراء العلمية والدينية حول هذا الموضوع.
تفسير الآية الكريمة
المقصود بـ”أطراف الأرض” في هذه الآية ليس الحواف أو النهايات كما نتصور في الأشكال المسطحة، بل يمكن أن يعني الجوانب أو الحدود الجغرافية للأراضي. هذا التفسير لا يتعارض مع العلم الحديث الذي يثبت كروية الأرض، وإنما يتوافق مع سياق النص القرآني.
إعادة تقسيم الأرض بين الناس
يرى بعض العلماء أن المقصود بالآية هو إعادة تقسيم الأرض بين الناس، حيث يأخذ الله من أرض الكفار ويعطي للمسلمين. هذا التفسير يشير إلى الفتوحات الإسلامية ونشر الإسلام في الأراضي التي كانت تحت سيطرة الكفار، وهو يهدف إلى نشر الإسلام وقيمه الإنسانية بدلاً من مجرد السيطرة والتسلط.
القوانين الطبيعية وتأثيراتها
توجد آراء أخرى تشير إلى أن الآية الكريمة تتحدث عن بعض القوانين الطبيعية مثل التعرية والتصحر التي تؤدي إلى نقصان الأرض على مر السنين. هذه التغيرات الطبيعية يمكن أن تكون إشارة إلى قدرة الله في تغيير وتحويل الأرض بما يتناسب مع حكمته وعدله.
موت العلماء وأثره
هناك رأي آخر يقول بأن المقصود بالآية هو موت العلماء، سواء كانوا علماء الدين أو العلماء في مختلف العلوم المفيدة للإنسانية. فقدان العلماء يعني نقص المعرفة والحكمة، مما يؤثر بشكل مباشر على المجتمع وتقدمه. هذا الرأي يؤكد على أهمية العلم والعلماء في حياة البشر.
أهمية العلم والتربية السليمة
يتفق العلماء على أن التربية السليمة واختيار الأم الصالحة هما الأساس في تنشئة جيل متعلم وقادر على فهم وتطبيق قيم الإسلام وتعاليمه. الطفل يتأثر بشكل كبير بأمه، سواء من خلال الكلمات التي يسمعها وهو في رحمها أو من خلال الرعاية التي يتلقاها بعد الولادة.
خاتمة:
الآية الكريمة (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) تفتح باباً واسعاً للتأمل في حكمة الله وقدرته في تغيير الأرض وأثر ذلك على حياة البشر. سواء كان التفسير يتعلق بإعادة تقسيم الأراضي أو بالتغيرات الطبيعية أو بفقدان العلماء، تبقى الرسالة الواضحة هي أن الإنسان يجب أن يكون واعياً ومتحلياً بالعلم والمعرفة لمواجهة تحديات الحياة وتحقيق الهدف الأسمى وهو إعمار الأرض.