دور المرأة في الإسلام – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا)
كثر الحديث في هذه الأيام عن موقع ومكانة المرأة في الإسلام وفي المجتمعات الإسلامية، وهل هي تأخذ حقوقها وهل لها ثأثيرها البالغ في المجتمع أم أنها مهمشة ومتهضدة؟
وفي هذا الإطار ينبغي أولاً أن نفرق بين الإسلام كدين ونهج حياة، وبين المجتمع المسلم، فكثير من المسلمين اليوم لا يبنى سلوكهم على ضوء تعاليم الشريعة الإسلامية ككل، بل يأخدون سلوكهم في الغالب من العادات والتقاليد والأعراف العشائرية أو الأسرية.
والبعض منهم يأخذ سلوكه وأفكاره من الأفكار الغربية أو عن طريق وسائل الإعلام الشتى، فترى أن بعض من يطعنون في الإسلام يأخذون سلوك المسلمين على أنها من تعاليم الإسلام، فإذا كانت المرأة مظلومة في بعض المجتمعات الإسلامية، هذا لا يعني أن الإسلام هو من ظلمها.
ومن جانب آخر؛ إن الله تعالى أعطى لكل شيء في هذه الحياة دور، كما أن للشمس دور كذلك للقمر دور آخر، فلا يمكن أن نقول أن الشمس أفضل من القمر، كذلك الأمر بالنسبة للرجل والمرأة، فلكل منهما أعطى الله تعالى قابليات وكمالات ليست للآخر، فكل منهما يكمل الآخر، فلا يمكن لأحدهم أن يأخذ دور الآخر.
وفي الواقع أن الإسلام لم يظلم المرأة ولم يهمش دورها، بل كرمها أفضل مما كرمتها أي حضارة أخرى، وإن المجتمعات البشرية هي من ظلمتها وهمشتها، وكانت ولا زالت ترى منها سلعة تباع وتشترى، بينما الإسلام نظر لها على أنها الأم والزوجة التي تعطى الدفى والحنان لبيتها، حتى تخرج منه جيل يبني المجتمع، ولذا تجد أن تعاليم الإسلام أعطت قوانين لتحمي الأسرة من الضياع وهي نفسها القوانين التي يشكل بها الغرب على الإسلام.
فهذه مكانة السيدة زينب عليها السلام بين المسلمين، مثالاً للمكانة الحقيقية للمرأة في الإسلام، فرغم الدور العظيم للإمام الحسين عليه السلام في تقويم مسيرة الأمة الإسلامية، إلا أنه كان للدور الإعلامي الزينبي العامل الأساس في بقاء تلك النهضة، هذه النهضة التي لولاها لما كان للإسلام وجود، كما خطط لذلك بنو أمية عندما قال كبيرهم: (يا بنى أمية ، تلقفوها تلقف الكرة ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ، مامن عذاب ولا حساب ، ولا جنة ولا نار ، ولا بعث ولا قيامة) وإن من حافظ على جوهرة هو نهضة سيد الشهداء عليه السلام فرغم شهادته إلا أنه حقق هدفة في تعرية بني أمية وإبطال دعواهم أنهم خلفاء رسول الله.
نعي مصائب السيدة زينب عليها السلام