شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور)
بعض الناس يحب الأولاد فيرزقه الله بهم لكنه لا يعرف عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه وحقهم عليه، ويظن بأن حق أولاده عليه هو إطعامهم وإرواؤهم وكسوتهم ونحو ذلك، غافلا عن أن أهم حقوقهم عليه هو تربيتهم تربية صالحة تخرجهم إلى العالم أفرادا صالحين مؤمنين مؤثرين يدعون إلى الله.
وهكذا كان لقمان الحكيم يفعل مع ابنه حيث يوصيه كما أخبرنا القرآن الكريم بغض النظر عن الاختلاف في كونه نبيا أم لا إلا أنه حكيم كما يصفه القرآن، وقد قدم لنا في هذه السورة مجموعة من النصائح والحكم العظيمة التي تصلح لأن تكون منهجا تربويا كاملا.
أما مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي أوصى بها لقمان ابنه فهي من أهم الأمور التي يجمع الفقهاء على وجوبها على كل مكلف، وقد ذهب بعضهم إلى أنها واجب عقلي لا شرعي، بمعنى أن وجوبها نابع من العقل لا أن الشارع المقدس أوجبها كحكم شرعي.
ومن الأمور التي اختلف فيها الفقهاء حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو كونه واجبا كفائيا أم عينيا، فذهب بعضهم إلى أنه واجب عيني وذهب جماعة إلى أنه واجب كفائي يسقط عن البقية في حال تصدي أحدهم لذلك.
وهناك من ذهب إلى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مطلق، وبعضهم وضع شروطا له.
ومن شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي أوردها الفقهاء هو إصرار صاحب المنكر على منكره لا أن يفعل المنكر وتبدو عليه علامات الندم والارتداع عما بدا منه، ففي مثل هذه الحال عليك الكف عنه لأنك قد تجرحه وتجعله يعود لمنكره.
ومن شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تتأكد أن ما تنهى عنه منكر وما تأمر به معروف، وهذا من أهم شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أكدت عليه كتب الفقه.
ومن هذه الشروط الأمن من الضرر على النفس أو على أحد المؤمنين، فإذا علم المكلف بأن أمره بالمعروف أو نهيه عن المنكر يصيبه أو أحدا من المؤمنين بضرر معتد به سقط عنه التكليف.