الفقراء عماد الحركات الإصلاحية – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ)
جرت العادة في تاريخ البشرية أن أول من يتبع وينصر الدعوات الإصلاحية هم الفقراء، وذلك لأن الفقير ليس لديه شيء يخاف من فقدانه أولاً وهو يتأمل من هذه الدعوة أن تصلح حاله ثانياً، كذلك جرت العادة أن أغلب الذين يقفون بوجه الدعوات الإصلاحية هم الأغنياء وأصحاب السلطة، وذلك لأنهم يخافون في حال نجحت حركتهم الإصلاحية أن يفقدوا سلطتهم على الناس ويخشى الأغنياء كذلك على سطوتهم المادية.
ففي محاورة بين أبي سفيان مع هرقل سأل هرقل أبا سفيان عن عدة مسائل حول النبي صلى الله عليه وآله، فمن بين أسئلة هرقل كان هو: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقال أبو سفيان: بل ضعفاؤهم.. فكان رد هرقل عليه: وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل.
فكانت من الأمور التي تمنع كبراء قريش من الدخول في الإسلام هو أن أغلب الذين أتبعوا النبي هم من الفقراء والضعفاء، وكبرياء سادة قريش لا يسمح لهم أن يتساووا مع أولئك الفقراء، بالإضافة إلى أن تعاليم الإسلام لا تلبي مصالحهم، بل على العكس، فتعاليم الإسلام تتناقض مع مصالحهم وشهواتهم.
نعي مصيبة السيدة زينب عليه السلام في كربلاء