آثار التدين على المجتمع – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا)
إن المقصود من الاستقامة هي الالتزام بالدين والتعاليم الإسلامية، والالتزام هنا لا بمعنى الالتزام الخارجي الذي يأتي بدافع الخوف من العقوابات القانونية، إنما يأتي بمعنى الالتزام الداخلي أي بدافع الخوف من الله عز وجل.
فالطريقة هي المنهج الذي رسمه الله تعالى في شريعته، والالتزام بها يحتاج إلى بيئة صالحة، فالإنسان الذي يعيش في بيئة فاسدة يصعب عليه أن يكون صالحاً، بعكس الفرد الذي ينشأ في بيئة صالحة متدينة فهذا الإنسان في الغالب سيصبح مثلهم لأن الإنسان يؤثر ويتأثر بمحيطه.
لذلك يحرص الإسلام على جعل المجتمع مجتمعاً صالحاً، لأن آثار صلاح المجتمع إنما تنعكس على الفرد، وإذا تم صلاح المجتمع فذلك ينعكس آثره وضعياً على رفاهيته وسعادته وتكامله الدنيوي والأخروي.
ومن الأمور المؤثرة في صلاح المجتمع هو نشر ثقافة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس شرطاً أن يكون الأمر بالمعروف بالقول بل يمكن أن يكون بالفعل، فعندما يرى المجتمع أن مجموعة من أفراده يحرصون على بر الوالدين فتلك الفضيلة سيتأثر بها أفراد المجتمع حتى تصبح خصلة فيهم.
فإن من آثار بر الوالدين على الفرد هو البركة في النفس والمال والولد، فكيف إذا أصبح خلق بر الوالدين خلصة لمجتمع كامل؟، وكذلك الأمر إذا أصبح عقوق الوالدين سمة مجتمع؟ فماذا يكون مصير ذلك المجمتع غير الدمار في الدنيا قبل عذاب الآخرة، فعن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال: (ثلاثةٌ مِنَ الذُّنوبِ تُعَجَّلُ عُقوبَتُها ولا تُؤَخَّرُ إلى الآخِرَةِ : عُقوقُ الوالِدَينِ ، والبَغيُ على الناسِ ، وكُفرُ الإحسانِ ).
مصائب العقيلة زينب عليها السلام