الفهم الصحيح للدعاء – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ)
إن القرآن الكريم يريد أن يبقي المؤمن مشدوداً إلى الله عز وجل، فلا ينبغي أن يبقى الإنسان معتمداً على قوته وعقله دون الاستعانة مع ذلك بالله تعالى، فالإنسان لولا إمداد الله تعالى لما قدر على التحرك والتفكير ولولا توفيق الله له لما تمكن من تحصيل رزقه.
وإن للبدن عبادة وللعقل عبادة وللقلب عبادة أما عبادة البدن فبالصلاة والصيام وغيرهما من العبادات، وأما عبادة العقل فبالتفكر في إبداع الله تعالى في خلقه وما شابه ذلك، وأما عبادة القلب وهي أعظم مما سبق فهو الدعاء، والدعاء هو أكثر أمر يبقي المؤمن مشدوداً ومتعلقاً بالله عز وجل.
وإن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام هم أكثر من عرف الله تعالى، وهم أقدر على صياغة الدعاء بشكل يمثل الأدب مع الله تعالى، كيف لا وهم مع القرآن والقرآن معهم، لذا فالدعاء بالمأثور من الروايات والآيات هو الأقرب إلى الله تعالى.
والدعاء إنما سمي في الروايات بمخ العبادة، لأن الإنسان عندما يقف بين يدي الله تعالى يستشعر بالضعف والفقر والنقص أمامه سبحانه، فأنا الضعيف الذي يلجأ إلى القوي، والناقص الذي يلجأ إلى الكامل، والفقير الذي يلجأ إلى الغني، فالمؤمن يتجه إلى من يملك هذه المقومات لأنه يعلم من نفسه أنه يفتقدها.
نعم على الإنسان أن يبذل جهده في تحصيل حوائجه، فلا يجلس في بيته ويطلب من الله الرزق، ولا يبقى على مرضه بدون علاج ويطلب من الله الشفاء، بل الصحيح على الإنسان أن يسعى في أمور حياته ويدعم سعيه بالدعاء والتوكل على الله تعالى.
نعي مصيبة على الأكبر عليه السلام