مقاصد الشعائر الدينية – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ)
إن الشعائر الدينية لها مظهر خارجي ولها مضامين تنتج عنها، فالصلاة مثلاً يشتمل مظهرها الخارجي على هذه الحركات المعهودة كالقيام والركوع والسجود والقراءات والذكر الذي تحتويها عدا عن مقدماتها من وضوء وطهارة وغير ذلك…
وهذا هو مظهر الصلاة الذي يرفع بأدائه التكليف، أما حقيقة الصلاة ومضمونها هي تهذيب النفس وتربيتها على طاعة الله واجتناب معاصيه وبناء الإنسان الصالح للعيش في المجتمع، فقد جاء في الحديث عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر لم يزدد من الله إلا بعداً).
وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: من أحب أن يعلم أقبلت صلاته أم لم تقبل، فلينظر هل منعته صلاته عن الفحشاء والمنكر؟ فبقدر ما منعته قبلت منه) فهي كما قيل عنها أنها معراج المؤمن.
إن أغلب الناس خاصة من غير المسلمين لا يمكن أن يدركوا معنى وحقيقة الصلاة، فتجدهم يسخرون من المسلمين عندما يرونهم يقيمون شعيرة الصلاة أو الحج أو غير ذلك من الشعائر الإسلامية.
اليهود في الجزيرة العربية كانوا يسيطرون على القطاع الزراعي والصناعي فيها، لأن العرب كانت تستنكف عن هذه الأعمال باعتبار أنه من العار عندهم أن يعمل الرجل بصنعة أو حرفة أو رزاعة، إنما كان مصدر رزقهم هو القتال والسلاح.
فلما جاء الإسلام وحث على الكسب الحلال وعلى العمل والعلم، رأوا أن مصالحهم الاقتصادية تهدد، فأصبحوا يحاربون الإسلام بأي شكل من الأشكال، فمرة يتآمرون مع مشركي قريش ضد المسلمين، ومرة يعمدون إلى أي شعيرة من شعائر الإسلام فيثيرون حولها الشبهات تارة والسخرية والاستهزاء تارة أخرى.
نعي مصائب أهل البيت عليهم السلام في الشام
مواضيع مشابهة
ليتفقهوا في الدين- آيات الأحكام- 179- تعظيم شعائر الله
أهمية الصلاة في سيرة الأنبياء والأوصياء