بناء الأسرة في الإسلام – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)
لقد أعطى التشريع الإسلامي لموضوع الأسرة الأهتمام البالغ، وذلك لأن الأسرة هي عبارة عن لبنة في بناء المجتمع، فإذا صلحت صلح المجتمع بأسرة وإذا فسدت سرى فسادها عالمرض المعدي ليشمل غالب أفراد المجتمع، فتى نضمن مجتمع سليم لا بد من تكوين أسرة سليمة.
وهذه الأسرة تتكون من أعمدة وهم الأم والأب والأبناء، وحتى تكون هذه الأسرة سليمة يجب أن يكون بين أفرادها علاقات سليمة يملؤها الحب والعطف وحرص كل فرد منها على الآخر ، وهذه الأمور بل يقر بها الشارع فحسب بل رسمها وحدد لكل فرد من هذه الأسرة حقوق وواجبات.
فالولد الذي ينشأ وعلاقته بوالديه علاقة غير منسجمة وغير سليمة يصبح عبء على والديه، بل يخيب آمالهم التي تعلقت به منذ نعومة أظفاره، فالولد الذي علاقته بوالديه غير منسجمة يصبح غريب عن أسرته، ولذلك قال الله عن ابن نوح: (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ).
والولد كذلك إذا لم يرعاه الأبوان رعاية سليمة تراه يخرج للمجتمع بشخصية مندثرة كان قد تلقاها رفاق السوء ووسائل الإعلام المغرضة، التي تبعد الفرد عن دينة وعقيدته وأسرته، فإن فقد الأبن هذه الأمور فأي شخصية سويه تتشكل عنده.
بعض الوالدين يعطي ولده حرية كاملة في حياته بدون تأديب أو إرشاد أو حتى تصيحة، والبعض الآخر يفرض القهر والجبر على أبناءه في جميع تفاصيل حياتهم، وكلتا الحالتين تنتج ولداً منفصل عاطفياً وفكرياً عن والديه، ولذلك أعطانا الإسلام منهج تربوي من خلال عدة آيات وأحاديث منها ماروي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: (لاعب ابنك سبعاً، وأدبه سبعاً، وصاحبه سبعاُ، ثم اترك له الحبل على الغارب).