وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء)
إن اليهود قالوا بأن عزير ابن الله والنصارى قالوا بأن المسيح ابن الله عز وجل، فبناءً على قولهم هذا أعتبر كل منهم بأنهم القوم الأفضل عند الله تعالى والمميز بين البشر، وهذا الفكر القومي والعرقي لا زال إلى الآن مسيطر على فكر كثير من البشر، ففي عصرنا مثلاً يأتي من يدعي أنه فيلسوف ليعد العرق الأشقر هو الأذكى على مستوى جميع البشر.
وهنا نقطة فقهية في قوله تعالى: (قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم) لأن الأب من المفترض أن لا يقوم بعمل فيه أذية لولده، ولذا جعل الشارع المقدس الولاية للأب على البنت في تزويجها، فالأب لا يمكن أن يختار لابنته زوجاً غير صالح، فالأب لا يختار لابنته إلا الزوج اللائق بها والأجدر على رعايتها والأحرص على صونها.
وقال (فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم) لأن اليهود والنصارى كحال جميع البشر تعرضوا لأصناف العذاب الإلهي من تسلط الظالمين عليهم أو إحداث الكوارث الطبيعية في أوطانهم وغير ذلك، بالأخص اليهود الذين تعرضوا للمسخ والتيه في صحراء سيناء وتشتت بالأوطان وتعرضوا للقتل والتهجير حيثما وجدوا.
وأما في قوله تعالى: (يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء) قد يستفيد منه البعض على نفي العدل عن الله جل جلاله، بحيث أنه سبحانه يمكن أن يدخل الكافر الجنة ويدخل المؤمن النار، وهذا الكلام واضح بطلانه، فالضمير لمن يشاء يعود على الفرد نفسه، فالإنسان هو بإرادته يسلك طريق الهداية أو يسلك طريق الضلال.
نعي وقوف السيدة زينب على مصرع سيد الشهداء عليه السلام
مواضيع مشابهة
ليتفقهوا في الدين – علوم القرآن في رواية أمير المؤمنين (ع) -22- الرد على النصارى