نبذة من سيرة النبي الأكرم ص – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)
إن القرآن الكريم يريد أن يؤكد للعرب أن هذا النبي الذي بعث فيهم هو منهم، وهذا أسلوب نفسي ليشعر هذه الأمة أنهم أمة ذات أهمية وأنه من الممكن أن يخرج منهم المصطفين وأرباب العقول.. فالأمة التي يخرج منها نبي هي أمة لديها قابيلة لتحمل مسؤولية الرسالة، وهي أمة قابلة للسمو والرقي.
فهو صلى الله عليه وآله ولد في عام الفيل في زمن الملك العادل أنو شيروان، وكان حينها يتيم الأب، وكذلك لم يلبث إلا عام ونصف من عمره الشريف إلا وكان والدته أيضا قد توفيت، وفي يتمه رسالة إلى العالم بأن اليتم لا يكون معوقاً للإنسان في طريقه للمجد.
ومن الواجب التنويه؛ أنه من الأمور التي أخطأ في بعض المسلمين في قضية إيمان والدي النبي صلى الله عليه وآله، فقد قال البعض بشرك والدي النبي وأنهما في النار، لكن من غير المقبول بأن الله تعالى يختار لنبيه الأكرم صاحب الرسالة العالمية الخالدة إلا رحما طاهراً من الشرك.
وبعد وفاة والدته عاش في كنف جده عبد المطلب ثم رعاه عمه أبو طالب عليه السلام، وكان كان يحنو عليه أكثر مما يحنو على أبنائه، وقد استمرت حمايته للنبي صلى الله عليه وآله حتى وفاته، فهو أكثر من دافع عنه أثناء دعوته حتى جند كل أبناءه لحمايته أثناء حصار شعب أبي طالب… وهذا الحرص من أبي طالب على النبي صلى الله عليه وآله وعلى دعوته هل كان دافعه فقط هو القرابة أم أنه الإيمان بالرسالة الإلهية التي بعث بها أبن أخيه المصطفى صلى الله عليه وآله؟!!
ثم هيئ الله تعالى له السيدة خديجة عليها السلام لتكون له الزوجة وشريكته في حمل أعباء الرسالة منذ أن نزل عليه الوحي بقوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) عندها دخل على خديجة فقال: زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم أخبرها بما رأى وقال: لقد خشيت على نفسي فقالت له خديجة : كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا والله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.
وكان الله تعالى قد أيده بالمعجزات وأعظم معجزاته كانت القرآن الكريم الذي حمله نورا لكل العالم وفي كل زمان، حتى سار بدعوته لينشر الخير في من أراد الله تعالى له الهداية من أبناء قومه ثم أذن له بالهجرة إلى المدينة المنورة لتصبح مناراً تنطلق منها دعوته إلى كافة القبال ويؤسس فيها قواعد دولته العادلة، وليمهد للأمة خط الهداية من بعده، فأقام وليه علي بن أبي طالب ليكون خليفته من بعده وقائد تلك المسيرة الإلهية، حتى أتم دعوته واختار أن يكون بالرفيق الأعلى.
نعي شهادة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله