سبل الهداية الإلهية – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَلَوْلا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ)
أخذت عادة المجتمعات على احترام الغني واحتقار الفقير رغم أن الغني لا يوزع ماله والفقير لا يسبب عدوى الفقر لغيره، ولعدم منطقية هذا الفكر قام الإسلام بمحاربته وسعى إلى محقه من أذهان الناس.
لذلك دعا القرآن الإنسان لبناء الدار الآخرة لأنها دار البقاء، وجعل حياته في الدنيا مجرد وسيلة للعبور إلى الآخرة وللتزود منها لتلك الدار.
نعم لا يجب على المرء أن ينسى حظه من الدنيا، فلا يستطيع أحد منها التمثل بزهد أمير المؤمنين عليه السلام الذي قال: والله، لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها عنك؟! فقلت: اغرب عني، فعند الصباح يحمد القوم السرى.
من سبل الهداية الإلهية أن الله سبحانه وتعالى لا يعين الناس على المعصية فلو جعل الله تعالى الخلود في الملك للكافرين دون أن تدور عليهم الأيام لاغتر بقية الناس بهم وتركوا اتباع أولياء الله تعالى من الأنبياء والأئمة عليهم السلام ولاتبعوا طغاتهم الكافرين.
لم يقم رسول الله صلى الله عليه وآله بإعطاء فدك للسيدة الزهراء عليها السلام حبا بالدنيا وزخرفها، فأهل البيت عليهم السلام أكثر الناس زهدا، لكنه صلى الله عليه وآله حرص على بقائها تحت يد السيدة الزهراء عليها السلام حتى يبقى الناس ملتفين حول أهل البيت عليهم السلام وحتى تبقى يدهم هي العليا في العطاء، وذلك بناء على أن الناس تحترم الغني، وأن الله تعالى حريص على عدم إضلال الخلق.
ذكر مصيبة علي الأكبر عليه السلام.