علم الكتاب عند أهل بيت عليهم السلام – د. الشيخ أحمد الوائلي عنده رحمه الله
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)
عندما أدرك اليهود خطورة القرآن الكريم أتخذوا عدة وسائل لمنع الناس عن الإصغاء إليه، وحينما يئس اليهود من محاولاتهم طلبوا من الرسول صلى الله عليه وآله مباشرة التخلي عن القرآن الكريم وطلبوا منه أيضاً تحويل المسلمين عن اتخاذ بيت الله الحرام قبلة لهم.
فلما رفض رسول الله صلى الله عليه وآله طلبهم متعللا بأنه مرسل من الله عز وجل وإنما يقوم بتبليغ أوامره، فأنكروا نبوته ورسالته رغم معاجزه التي شهدوا عليها، بل عمدوا بعد رحيله من خلال بعض المندسين للإسلام إلى إدخال الإسرائيليات في تفسير القرآن الكريم، وهدفهم من ذلك هو تحريف معاني ومقاصد الآيات الشريفة في كتاب الله تعالى.
كان رد رسول الله صلى الله عليه وآله لهم بأن الله تعالى هو من يشهد برسالته، وأن القرآن منزل من عنده وليس الله تعالى فقط من يشهد، بل أيضاً (وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ). والسؤال هنا: من هو المقصود في هذه الآية الكريمة؟
والجواب: اختلف مفسر العامة حول هذه الآية والمعنى منها، لكن ذهب فريق منهم ومنهم: الفخر الزاري في التفسير الكبير، السيوطي في الدر منثور، وغيرهما.. إلى أن المقصود من هذه الآية هو أمير المؤمنين عليه السلام على وجه الخصوص، وبقية أئمة أهل البيت عليهم السلام على وجه العموم، على أنه هم وحدهم عندهم علم الكتاب.
ذكر مصيبة الإمام الحسين عليه السلام