من هو أحق بالولاية – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)
عندما خرج يوسف عليه السلام من السجن، كتب على باب السجن: هذه تجربة الأصدقاء، وشماتة الأعداء، ومقابر الأحياء.
بعدها دخل عليه السلام على الملك، وقص أمامه رؤياه المعروفة، وبعدما فسرها له نبي الله يوسف عليه السلام، طلب الملك من النبي يوسف عليه السلام المشورة، فرد يوسف عليه السلام بقوله: اجعلني على خزائن الأرض.
وهنا قد يقع إشكال في ذهن القارئ لقصته عليه السلام: أليس قوله هو تزكية للنفس؟ أليست تزكية النفس محرمة؟ وكيف لنبي الله أن يرتكب محرماً؟
والجواب: إن تزكية النبي يوسف عليه السلام لنفسه ليس من باب الغرور والتكبر، إنما كان دافعه في تزكية نفسه وطلب أن تصبح الولاية له هو خدمة الناس وإقامة العدل فيهم ونشر دين الله تعالى بينهم.
وإلا لو كان قد سلم عليه السلام الولاية لغيره لتسيبت الأمور وضاعت حقوق العباد، ولم يكن عليه السلام يعلم بأحد بين الناس أقدر منه على حمل تلك الأمانة وعلى تأدية تلك المهمة.
وهذا ما يفسر مطالبة أمير المؤمنين عليه السلام لحقه بالخلافة، فلم يكن هدفه من الحكم كما هو حال غالبية الحكام في جميع العصور _وحاشاه من ذلك_ فلم يكن على وجه الأرض من هو قادر على إقامة العدل وقيادة الأمة إلى سبيل الحق والحفاظ على دين الله تعالى وسنة نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله.