المسجد في الإسلام – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)
إن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أسس مسجده في المدينة المنورة على أنه منارة العلم. المسجد في الإسلام هو بيت القرآن الكريم وفيه ترتل آيات الذكر الحكيم، والقرآن الكريم بكامل محتواه هو منبع للعلوم الدنيوية والأخروية.
لذلك نجد أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي لم يحارب العلم، بل إن أغلب مضامين القرآن الكريم يثبتها العلم الحديث، وإن المساجد في العصور السالفة كان لها الدور الأبرز في نشر العلوم.
فالمدقق في التاريخ الإسلامي يلاحظ بوضوح أنه في العصور الوسطى حيث كانت دول الغرب تغرق في الجهل كانت في المقابل البلاد الإسلامية تخرج آلاف العلماء ليس في العقيدة والفقه فحسب بل في الطب والرياضيات والكيمياء والفلك وغير ذلك.
يطلق اسم المسجد لغة تارة على دور العبادة الخاصة بالمسلمين وتارة أخرى على أعضاء السجود السبعة، وفيها استدل الإمام الجواد عليه السلام أمام المعتصم العباسي على أن الحد في قطع يد السارق من الأصابع وتترك راحة اليد لأنها من أعضاء السجود والله تعالى يقول: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا).
أما اصطلاحا فالمسجد هو كل مكان يعبد فيه الله تعالى، لقول رسول الله صلى الله عليه وآله: (وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا).
عندما يأتي علماء المسلمين ليصنفوا أفضل المساجد شرفا يذكرون من ضمنها مسجد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، والعلة في ذلك أن تربة هذا المسجد احتوت على جسد رسول الله صلى الله عليه وآله.
لذلك فإنك تجد الشيعة الإمامية يفضلون السجود على تربة كربلاء لعلتين:
الأولى أنها أولا تراب من الأرض التي جعلت مسجدا وطهورا، والثانية لأن تربة كربلاء احتوت على جسد سيد شهداء أهل الجنة الذي قال فيه الرسول الكريم صلى الله عليه وآله: (حسين مني وأنا من حسين).
مصيبة السيدة زينب عليها السلام في مجلس ابن زياد.