أوقات الصلاة – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا)
إن الله تعالى في الآية الكريمة عبر بقوله (أَقِمِ الصَّلاةَ) ولم يقل صل، والفرق بين المعنيين أن المعنى الثاني يطلق على أداء تلك الحركات المعروفة في الصلاة، أما المعنى المراد من الآية يشمل أداء تلك الحركات مع الحفاظ على الخشوع والروحية في الصلاة.
إن الإنسان المصلي الملتزم بآداب وشرائط الصلاة لا بد أن تترك صلاته أثرا على حياته وأخلاقه وسلوكه، فلا فائدة ترجى من صلاة المرء الذي لا أخلاق له والذي لا تهذبه الصلاة وتقوم سلوكه سوى رفع التكليف عن المصلي.
وقد استفاد الفقهاء من الآية الكريمة من أن أوقات الصلاة ثلاثة: الأول وقت الظهيرة لصلاتي الظهر والعصر، والثاني وقت العشاء لصلاتي المغرب والعشاء، ووقت الفجر لصلاة الفجر.
وبناء على هذه الآية الكريمة أفتى فقهاء الإمامية بجواز الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء وبين صلاتي الظهر والعصر، ويدعم دليلهم ما ورد في كتب العامة والخاصة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله من أنه (جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر) وفي لفظ آخر (من غير خوف ولا مطر).
مصيبة أم البنين عليها السلام مع ناعي سيد الشهداء عليه السلام.