المنع من إحياء شعائر الله – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام)
كان المشركون قبل مجيء الإسلام وفي أوائل ظهوره يقوم بإحياء شعائر الحج، وهذه الشعائر تشبه إلى حد بعيد الشعائر التي أمر الله المسلمين بأدائها في الحج، فبادر بعض المسلمين إلى منع المشركين من أداء هذه الشعائر بحجة أنهم يقومون بالشعائر نفسها التي أمر الله بإحيائها ويلتزم بها المسلمون، فلم يطب لبعض المسلمين أن يقوم هؤلاء بأداء نفس الشعائر التي يقوم بها المسلمون.
وبعد هذه الحادثة نزلت الآية الكريمة التي تأمر المسلمين بأن يتركوا المشركين وشأنهم، فهم قد ورثوا هذه العادات عن آبائهم ويقومون بأدائها، ولا مانع من ذلك رغم عدم قبول أعمالهم لأنهم أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا.
كما كان بعض من المسلمين في بداية الدعوة الإسلامية يؤدون مناسك الحج ولكنهم كانوا يتركون بعضها كالسعي بين الصفا والمروة، وكانوا يكتفون بالطواف حول الكعبة الشريفة ويتساءلون حول الداعي إلى السعي بين الصفا والمروة فيتركونه، فجاء الله ليخبرهم بأنهم ليسوا في موقع يخولهم بأن يشرعوا بخلاف ما شرع الله، وإن شرع الله ثابت لا يتغير ولا يجوز لأحد كائنا من كان أن يعترض عليه أو أن يغير فيه شيئا.
ومن أمثلة ذلك العلامة التي توضع على الهدي الذي هيئ للذبح، فيشق جزء من سنامه كي تكون علامة على أنه هدي ولا يقترب أحد منه.
ولكن أبا حنيفة جاء واعترض على ذلك بدعوى أن ذلك مثلة وأن ذلك يخالف الرفق بالحيوان وخالف في رأيه ذاك جمهور الفقهاء والعلماء من سائر المذاهب الإسلامية، وهذا من مصاديق مخالفة شرع الله الذي تتحدث عنه الآية الكريمة.