ولا تمنن تستكثر – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ)
المن هو ذكر النعمة بما يكدر صفوها، والمنان هو الذي يذكر نعمته على آخر بحيث يقطع عنه شكرها ويؤذيه بالمن بما أعطى، وذلك ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم المنان بالفعل وعاق والديه ومدمن خمر).
وقد ذكر أحد الشعراء في مدح أحد الكرماء الذين لا يفسدون عطاياهم بالمن حيث قال:
زاد معروفُك عندي عِظَمًا *** أنّه عندك محقورٌ صغيــــــــــــرُ
تتناساه كأنْ لم تأتِــــــــه *** وهو عند الناسِ مشهورٌ كبيرُ
وفي تفسير هذه الآية ذكر المفسرون عدة آراء ومنها: أن الله تعالى يأمر نبيه صلى الله عليه وآله بأن لا يمن على المسلمين أنه كان السبب في هدايتهم وإنقاذهم من الجهالة وحيرة الضلالة، بل إن الله هو الذين يمن عليهم (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ).
لذا فليس من البر أن يذكر الإنسان عطاياه للناس وينتظر منهم الشكر، بل إن الإنسان الكريم يعطي، ومن ثم الواجب على من أعطاه أن يشكر له عطاياه، سواءً كانت عطايا مادية أو معنوية من علم وهداية وغير ذلك، وهذا الشكر إنما يصدر من إنسان ذو نفس سوية، أما الإنسان الذي في قلبه مرض لا يشكر عطايا المنعم بل يكفرها.
فهل من حق المصطفى صلى الله عليه وآله أن نكفر له نعمته علينا بهذا الدين بأن ننكر أهل بيته عليهم السلام، فهل يعقل أن من بين آلاف المجلدات التي خطها علماء المسلمين في الماضي والحاضر لا يكاد يذكر فيه رأي لأئمة أهل البيت عليهم السلام؟! وأن أولئك الذين نزل القرآن في بيتهم والسنة هي سنة جدهم لا تكاد ترى إلا النذر القليل من رواياتهم وتفسيرهم لكتاب الله عز وجل.
بل هل يعقل أن أمة ترفع لواء “محمد رسول الله” تقطع رحم رسول الله صلى الله عليه وآله وتقتل عترته وتسبي نسائه؟!.
مواضع مشابهة
الأقمار المنيرة – 50- مكانة السيدة الزهراء عند الرسول ص