قبسات من سيرة الإمام الرضا ع – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
ولد الإمام الرضا عليه السلام في منبع الإسلام _المدينة المنورة_ حدود سنة مئة وخمسين للهجرة على جملة من الروايات من أم نوبية _أي من النوبة_ وفي بعض الآراء أنها مغربية، وقيل اسمها أروى وقيل سمانة وقيل تكتم ومن أشهر أسمائها نجمة خاتون وتلقب بالشقراء، وكانت من الجواري التي اشترتها السيدة حميدة أم الإمام الكاظم عليه السلام واهدتها إياه فتزوجها.
وفي ذلك حكمة وجب التنويه لها، وهي أنه عدد من الأئمة تزوجوا من جواري لعدة أسباب منها: التباعد في الأنساب، وتخفيف التوتر بين العرب الفاتحين وبين الشعوب التي فتحت أراضيها، فإن المصاهرة تقرب الأوصال بين الأفراد والجماعات وتخلق المحبة بينهم.
ولسبب آخر هو أنه من سيرة الرسول وأهل بيته عليهم السلام، إزالة الفوارق الاجتماعية والطبيقية بين البشر (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
ورغم الظروف السياسية المعقدة التي تزامنت مع حياته عليه السلام إلا أنه عمل في مدينة جده رسول الله صلى الله عليه وآله على نشر تعاليم وعلوم أهل البيت عليهم السلام كحال آبائه الطاهرين.
وهو عليه السلام ثالث العليين من أئمة أهل البيت من بعد جديه علي بن أبي طالب وعلي زين العابدين عليهما السلام، ولقب بعدة ألقاب منها الرضا والرضي والصابر، ولقبه المشهور بالرضا قال بعض المؤرخين أنه قد رضي بولايته للعهد المؤالف والمخالف.
وقضية ولايته للعهد لم تكن عن صفاء نية من المأمون لكن السبب الواقعي هو أن المأمون أراد أن يمتص غضب العلويين وشيعة أهل البيت عليهم السلام لكثرة القتل الذي لحق بهم على يد بني العباس.
واضطر الإمام الرضا عليه السلام لقبول ولاية العهد رغم علمه بنوايا المأمون فقد روي عنه أنّ رجلاً أشكل على الإمام قبوله ولاية العهد فقال للرضا عليه السلام: «أخبرني عن دخولك لهذا الطاغية (المأمون) فيما دخلت له وهم عندك كفار، وأنت ابن رسول الله، فما حملك على هذا؟ فقال له أبو الحسن عليه السلام: أرأيتك هؤلاء أكفر عندك أم عزيز مصر وأهل مملكته؟ أليس هؤلاء على حال يزعمون أنّهم موحّدون، وأُولئك لم يوحدوا الله، ولم يعرفوه؟ ويوسف بن يعقوب نبي ابن نبي ابن نبي، فسأل العزيز وهو كافر فقال: اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ».[٦]
وكان يجلس مجلس الفراعنة، وإنّما أنا رجل من ولد رسول الله أجبرني على هذا الأمر وأكرهني عليه ما الذي أنكرت ونقمت عليّ؟ فقال: لا عتب عليك أشهد أنك ابن رسول الله، وأنّك صادق
نعي مصيبة الإمام الرضا عليه السلام
