من جواب للإمام الحسن (ع) علی رجل شامي شتمه:
مِل مَعي، إنِ احتَجتَ إلى مَنزِلٍ أنزَلناك، وإلى مالٍ أرفَدناك، وإلى حاجَةٍ عاوَنّاك..
دخلَ رجلٌ من أهل الشّام المدينةَ فرأى رَجُلًا راكباً بغلةً حسَنة، قال: لم أرَ أحسنَ منهُ فمالَ قَلبي إلَيه! فسألتُ عنه، فقيلَ لي: إنّهُ الحسَنُ بنُ عَلي بنِ أبي طالبٍ (ع)، فامتَلأ قَلبي غيظاً وحَنَقاً وحسَداً أن يكونَ لعَلي (ع) ولَدٌ مثلُه، فقُمتُ إلَيه، فقُلت: أنتَ ابنُ علي بن أبي طالِب؟ فقال (ع): أنا ابنُه.. فقُلت: أنتَ ابنُ مَن ومَن ومَن .. وجعَلتُ أشتِمهُ وأنالُ منهُ ومن أبيهِ وهو ساكِت! حتّى استَحيَيتُ منه.. فلَمّا انقَضى كَلامي ضحِكَ وقال: أحسَبُكَ غَريباً شامياً! فقُلت: أجَل! فقال (ع): فمِل مَعي، إنِ احتَجتَ إلى مَنزِلٍ أنزَلناك، وإلى مالٍ أرفَدناك، وإلى حاجَةٍ عاوَنّاك.. فاستحيَيتُ منهُ وعَجِبتُ من كَرَمِ أخلاقِه! فانصَرَفتُ وقَد صِرتُ أحبّهُ ما لا أحبُّ أحداً غيرَه..!
كشف الغمة في معرفة الأئمة 1: 561