قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: المنبر العميد
آخر برامج من: الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (ره)
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

كراهة الطلاق في الإسلام – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله

(وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)

تفاسير متعددة للآية

زعم بعض المفسرين من المخالفين أن هذه الآية نزلت في زوج النبي صلى الله عليه وآله، سودة بنت زمعة العامرية، ضمن رواية مطولة مفادها أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أراد طلاقها لكبر سنها.

والغرض من تلفيق هذه الرواية كان تشويه صورة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، حيث زعموا أنه يتزوج النساء بغرض الشهوة فقط. لكن هذه المزاعم لا تصمد أمام حقائق أن قسمًا من زوجاته صلى الله عليه وآله كن كبيرات في السن.

في تفسير آخر، ورد أن الآية تتعلق بحادثة أخرى، إذ كان لرجل يُدعى رافع بن خديج زوجة كرهها بسبب كبر سنها أو لسبب آخر. أراد طلاقها، لكنها طلبت منه ألا يُطلقها وقبلت بأن يقسم لها بما يشاء، فكانت هذه الآية توجيهًا للحفاظ على الأسرة.

الغاية من الآية الكريمة

إن المراد من هذه الآية هو الحفاظ على الكيان الأسري ومنع تفكك الأسرة، وهو ما ينسجم مع تعاليم الإسلام الذي شرع وسائل عديدة للحيلولة دون وقوع الطلاق.

الطلاق ليس مجرد انفصال بين شخصين، بل له آثار تمتد إلى الأبناء، نفسياتهم، أخلاقهم، وتربيتهم، ومن ثم على المجتمع بأسره.

أهمية التريث قبل الطلاق

ينبغي على الأبوين، خاصة في حال وجود أطفال، التريث قبل اتخاذ قرار الطلاق. إذا حدث نفور أو فقدان للتناغم العاطفي بين الزوجين، فإن الإسلام يدعو إلى التسامح والتنازل عن بعض الحقوق أو الرغبات من كلا الطرفين.

الهدف من ذلك هو الحفاظ على استقرار الأسرة وإنقاذ الأطفال من الضياع والتأثيرات السلبية الناجمة عن تفكك الأسرة.

خلاصة

الطلاق في الإسلام أمر مكروه ما لم يكن ضرورة لا بد منها. لذا، فإن الحفاظ على الأسرة والتنازل المتبادل بين الزوجين يمثلان جوهر التعاليم الإسلامية التي تهدف إلى بناء مجتمع مستقر ومتماسك.

مواضيع مشابهة

ملتقى الأفكار – 30 – ظاهرة الطلاق

الطلاق بين العرف والشريعة