قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: المنبر العميد
آخر برامج من: الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (ره)
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله

القرآن الكريم كتاب هداية للبشرية جمعاء، وقد جاء في قوله تعالى:

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ [إبراهيم: 4].

تُبيّن هذه الآية الحكمة الإلهية من إرسال كل رسول بلسان قومه، أي بلغة يفهمونها ويتفاعلون معها، حتى تصل الرسالة الإلهية واضحة جليّة بلا لبس أو غموض.

 

لماذا نزل القرآن بالعربية؟

لقد بعث الله تعالى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بين العرب، وكانوا لا يفقهون سوى العربية، فنزل القرآن بلغة قومه ليتلقوا الرسالة مباشرة. اللغة هنا ليست تعصباً قومياً ولا تفضيلاً عرقياً، بل وسيلة لإيصال الوحي.

القرآن بلغة العرب: لأنه المخاطَب الأول هم العرب.

المصطلحات القرآنية: جاءت من بيئتهم وعاداتهم ليفهموا الرسالة بسرعة.

التكليف العلمي: على المسلمين – خاصة الباحثين – تعلّم العربية الصحيحة لفهم معاني القرآن وأحاديث النبي وأهل بيته (عليهم السلام).

 

الرد على شبهة “لماذا لم ينزل بلغة عالمية؟”

يُثير البعض إشكالاً: لماذا لم ينزل القرآن بلغة يفهمها العالم كله؟

في ذلك الزمان لم تكن هناك لغة عالمية واحدة، بل كل قوم لهم لسانهم.

لو نزل القرآن بغير العربية لما فهمه العرب، وهم المخاطَبون أولاً.

الإسلام دين عالمي، لكن الرسالة تبدأ من بيئة محددة ثم تنتشر إلى العالم كله.

 

الإسلام ليس دعوة قومية

قد يتوهم البعض أن نزول القرآن بالعربية يجعل الإسلام ديناً قومياً أو عنصرياً. لكن الحقيقة أن:

الإسلام رسالة عالمية صالحة لكل الأزمنة والأمكنة.

اللغة مجرد وعاء للمعنى، وليست دليلاً على أفضلية قوم على قوم.

الأحاديث التي تدّعي أن “لغة أهل الجنة هي العربية” لا أصل صحيح لها، بل افتُريت لدعم نزعة قومية.

 

البعد التربوي لفهم لغة القرآن

قال العلماء: من لم يعرف العربية، عجز عن فهم كلام الله على وجهه الصحيح. لذلك:

تعلم العربية واجب كفائي لفهم الدين.

معرفة معاني الألفاظ القرآنية يعصم من الانحرافات التفسيرية.

اللغة هي مفتاح العقيدة والشريعة.

اللغة ظاهرة إنسانية

اللغة تنشأ من حاجة الإنسان للتواصل والتفاهم، فهي فطرية في أصلها، لكنها تختلف باختلاف البيئات.

الطفل يبتكر ألفاظاً أولية للتواصل.

المجتمع يتفق على ألفاظ لتسهيل المعاملة.

 

بهذا نشأت اللغات وتعددت، والله سبحانه أرسل كل نبي بلسان قومه:

موسى بالعبرية.

عيسى بالآرامية.

محمد (صلى الله عليه وآله) بالعربية.

 

الخلاصة:

اللغة ليست غاية في ذاتها، بل هي جسر لفهم الوحي. نزول القرآن بالعربية كان لحكمة التبليغ الواضح لأهل زمان النبي، ثم صار تكليفاً للأمة أن تحفظ هذه اللغة حتى تفهم النصوص الدينية على وجهها الصحيح. الإسلام عالمي، والقرآن هدى للعالمين، وإنما كانت العربية وسيلة لبداية هذا البلاغ المبين.

 

مواضيع مشابهة

المنبر العميد – 155- لماذا نزل القرآن باللغة العربية؟

تحقيقات قرآنية