الشفاء في القرآن الكريم – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا)
نزلت هذه الآية الكريمة لمعالجة أمر كان عند العرب، كما هي بقية آيات القرآن نزلت لمعالجة كل قضايا المجتمع، والأمر لذي عالجته هذه الآية هو أنه كان لدى العرب أساليب غريبة ومستهجنة في العلاج، فعلى سبيل المثال كان إذا مرض أحدهم يعلق كعب أرنب على رقبته وبدأ ينهق، لأنه باعتقاده أن هذا الفعل يدفع عنه المرض.
وكان بعضهم يعتقد بأنه إذا أكل لحم السباع يصبح شجاعاً، ومثل ذلك الكثير من الخرافات التي لم تكن فقط من عقائدهم بل كانت متأصلة عنهم، وقد نزل القرآن الكريم في تلك البيئة الجاهلية، لذا كانت معاناة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله هي الأشد ومهمته هي الأصعب في إصلاح المجتمع وهدايته.
وأما الشفاء الذي نزل به القرآن الكريم فينقسم إلى شفاء للعقيدة بهدايته للتوحيد وشفاء من الجهل بنبذه للخرافات وشفاء للجسد وذلك بأن أمر الله ورسوله بنوعين من العلاج: العلاج الغبيبي بالدعاء والتوسل إلى الله والصدقة وثانياً العلاج بالوسائل الطبيعية وهي الأدوية والعقاقير المعالجة، فروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تتداووا بحرام).
فلا يظن أحد أن الإسلام دين جهل وخرافات كما يصوره الغرب، بل الإسلام هو من حرض على على طلب العلم، فقد كان أئمتنا الطاهرين عليهم السلام يعلمون أصحابهم شتى أنواع العلوم، فمنهم من اختص بالفقه ومنهم من أختص بالعقيدة ومنهم من أختص بالطب، ولا ننسى أن أبو الكيمياء جابر بن حيان الذي هو من تلامذة الإمام الصادق عليه السلام.
نعي مصيبة السيدة الزهراء عليها السلام