قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: المنبر العميد
آخر برامج من: الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (ره)
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

ثمرات كفالة اليتيم – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله

قال تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).

تُظهر هذه الآيات الكريمة مدى اهتمام الإسلام باليتيم والمحتاج، حيث قدّم الله سبحانه وتعالى حق اليتيم على حقه تعالى في الذكر والشكر، ليبين عظمة الرحمة والرأفة بالعباد الضعفاء، وخاصة الأيتام الذين فقدوا السند والعطف الأبوي.

 

حق اليتيم في القرآن الكريم:

جعل الله تعالى رعاية اليتيم وكفالته عبادةً عظيمة تقرّب العبد من ربه، وقد تكرّر ذكر اليتيم في آيات القرآن الكريم لتأكيد وجوب الإحسان إليه وعدم قهره أو ظلمه، إذ قال تعالى: (كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ)

وهذا التأكيد الشرعي ينبع من حاجة اليتيم النفسية والاجتماعية للرعاية والعطف بعد فقد والديه.

 

كفالة اليتيم في الإسلام وفضلها العظيم:

اعتبر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله كافل اليتيم بمنزلته في الجنة، فقال: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين” وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.

وهذا التشجيع النبوي يعكس الفضل العظيم لكفالة اليتيم في الدنيا والآخرة، فهي ليست فقط إحسانًا ماديًا، بل أيضًا رسالة تربوية وإنسانية تسهم في بناء مجتمع متراحم ومتوازن.

 

الحقوق الشرعية لليتيم:

شرّع الإسلام نظامًا دقيقًا لرعاية الأيتام من خلال:

الولاية الشرعية: حيث يتولى الحاكم الشرعي أو من يوكله أمر اليتيم حفظًا لماله ورعايته.

الحق في الميراث: جعل الإسلام لليتيم نصيبه من إرث والده كحق ثابت لا يجوز التعدي عليه.

الرعاية النفسية: أمر الله بالحنان على اليتيم ونهى عن نهره أو كسر قلبه، لأن فقدان الحنان من أشد ما يؤذي النفس الطفولية.

الجانب الإنساني والعاطفي في رعاية الأيتام:

الإسلام لم يكتفِ بتشريعات مادية، بل ركز على الجانب العاطفي والروحي، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله: “من أسكته برضاه فأنا ضامن لرضاه من الجنة.”

إشارةً إلى أن مسح رأس اليتيم وإطعامه عمل يرضي الله تعالى ويغرس الرحمة في القلوب.

 

الآثار الاجتماعية لكفالة اليتيم:

كفالة الأيتام لا تعود بالنفع عليهم فحسب، بل تمتد ثمارها إلى المجتمع كله:

تنشئة جيل صالح ومحبّ لوطنه ومجتمعه.

الحدّ من الانحراف والجريمة الناتجة عن الحرمان والضياع.

تعزيز روح التكافل والتعاون بين أفراد الأمة.

فالمجتمع الذي يرعى أيتامه مجتمع يزرع الأمن والاستقرار، بينما الذي يهملهم يهيئ بيئةً للفوضى والحقد الاجتماعي.

 

خاتمة:

إن كفالة اليتيم ليست مجرد صدقة، بل هي رسالة إنسانية ودينية تعكس جوهر الإسلام القائم على الرحمة والتكافل.

فاليتيم أمانة الله في أعناقنا، ورعايته طريقٌ إلى الجنة وسبب لبركة الرزق ورضا الله تعالى.

مواضيع مشابهة

بواب الخير – 4 – كفالة اليتيم في الإسلام

كفالة اليتيم ورعايته