تقسيم الثروات في الإسلام – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)
إن الله عندما خلق الكائنات قسمها إلى: جماد ومتحرك بغير إرادة ومحرك بإرادة والمتحرك بالإرادة إلى عاقل وغير عاقل، والكائنات الحية لها صفات مشتركة، منها الحياة والنمو والتكاثر والإحساس، وأعطى الله لكل نوع قابلية التكاثر بمقدار ما تحتاج إليه الطبيعة للحفاظ على النوع.
أما الإنسان فالله إضافة للصفات السابقة يمتلك صفة التفكير والتكيف مع البيئة، فهو كلما واجهته مشكلة وجد لها حلاً، وهذا الأمر الذي جعله أكثر من باقي الكائنات محافظاً على وجوده، وقدرته في الحفاظ على وجوده إضافة إلى أنه يتكاثر بسرعة تسببت في خلق مشاكل في التوازن بينه وبين البيئة.
والعلم الحديث إلى الآن يقف عاجزاً أمام مواجهة مشكلة التضخم السكاني دون أن يجد أدنى حل لهذه المشكلة إلا تحديد النسل، وإن موضوع تحديد النسل يتعارض مع بعض القيم الدينية والاجتماعية خاصة عند المجتمعات الإسلامية والشرقية.
والنظرة الدينية لقضية تناسب الموارد الطبيعية مع التضخم السكاني تقول أن الله تعالى ما خلق نسمة من بشر وغيرهم إلا وخلق لهم حاجاتهم من الطعام والشراب والسكن وغيرها، وربما قد يقول القائل أن هذا خلاف الواقع فنحن نجد الكثير من الجياع والمشردين بل نجد شعوباً بأكملها تعاني من المجاعة والتشرد.
إلا أن الحقيقة أن الله تعالى كذلك خلق لأولئك الناس رزقهم، ولكن بسبب سوء توزيع الثروات على الناس، وتسلط الدول العظمى على مقدرات الشعوب، خلق تلك الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها أغلب شعوب العالم المستضعفة.
والله تعالى أيضاً وضع تخطيطات لأجل الموازنة منها تكوينية وهي أن جعل قانون الزوجية في كل الأشياء ومنها البشر، بحيث وازن بين الذكور والإناث، وفي حال الاختلال في التوازن لو قل عدد الرجال مثلاً بسبب الحروب جاء الدور التشريعي لله تعالى بأن شرع تعدد الزوجات.
أو أنه قد يقل عدد الإناث كما كان حاصلاً في الجزيرة العربية قبل الإسلام وفي بداية الدعوة حيث كان العرب يدفنون بناتهم حين الولادة بحجة أنها تجلب العار، وهنا الإسلام وقف موقف صارم في تحريم وتجريم قتل البنات، بل ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله عدة أحاديث ترفع من شأن البنات وتكرمهن وتبشر الجنة لمن ربى بنت وأحسن تربيتها.