لماذا نزل القرآن باللغة العربية؟ – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا)
إن الله تعالى أنزل القرآن الكريم باللغة العربية لعدة أسباب منها: ما تحتويه اللغة العربية من خصائص لغوية وثراء بالكلمات والقدرة على التعبير الدقيق وغناها أيضاً بالتعابير المجازية التي يمكن من خلالها تبيين المقصود بشكل واضح، إضافة إلى أن العرب كان لديهم تعصب قومي ولكي لا يكون لهم حجة بأن كلام القرآن غير مفهوم عندهم.
فمعنى الآية أننا ذللنا لك معانيه حتى تتوصل إلى أهداف القرآن، فكان القرآن ميسر الفهم على العرب وإن أشكل عليهم معاني بعض الآيات يسألون النبي صلى الله عليه وآله عن معنى ما اشكل عليهم فهمه وكان موالي أهل البيت عليه السلام يلجأون للأئمة في زمانهم ويسألوهم عما أشكل عليهم فيتضح معناه.
فلم يكن الناس في زمانهم بحاجة إلى الاجتهاد لفهم معاني النصوص الشرعية، ولكن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة من ذريته وغياب الإمام الحجة عجل الله فرجه، بعدت الأمة عن عصر النص عدا عن دخول كلمات غريبة عن اللغة العربية إليها مع دخوب شعوب عدة إلى الإسلام، عندها احتاجت الأمة لفتح باب الاجتهاد حتى تقدر على استنباط الحكم الشرعي من النص.
وتمكن الفرد من الاجتهاد والقدرة على استنباط الأحكام الشرعية ليس بالأمر السهل، بل لا بد أولاً من دراسة قواعد اللغة العربية ومعاني كلماتها، إضافة إلى دراسة الأصول الفقهية بشكل واسع وعدد كثير من العلوم، ثم بعد ذلك وبناءً على تعمقه بتلك العلوم قد يتمكن طالب العلم من الوصول إلى رتبه الاجتهاد والتمكن من استخراج الحكم الشرعي من النص مباشرة.