هل الإسلام همش المرأة؟ – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)
إن المستشرقين آثاروا كثير من الشبهات حول مكانة المرأة في الإسلام وأن الإسلام همش المرأة في المجمتع وجعلها كتلة تتحرك تحت غطاء أسود لا تقدر على التصرف بأي أمر من أمورها، وأن الإسلام شل نصف المجتمع بجلوس المرأة بالمنزل لرعاية الأسرة وبالتالي ضعفت الحركة الاقتصادية للمجتمع، وقالوا: أن إنزالها إلى ميادين العمل يساهم في التطور الاقتصادي للبلاد، ومن التهم التي ألزقوها بالإسلام أنه يستهين بعقل المرأة حي أنه جعل شهادتها بنصف شهادة.
ولكن على الرجل المسلم والمرأة المسلمة أن يعلموا أن الهدف من إثارة هذه الشبهات هو إيجاد شرخ بين الإسلام وبين المسلمين باعتبار أن المرأة هي نصف المجتمع، والحقيقة أن الإسلام لم يلغي دور المرأة أو يهمشها في المجتمع، ولكن حدد لكن من الرجل والمرأة وظيفته ودوره وفق ما تقتضيه قابلياته ووتكوينه الخلقي.
وإن قصة هذه الآية أن أم مريم عليها السلام عندما كانت حاملاً بها نذرت ما في بطنها لخدمة بيت المقدس ولقد كانت تظن أن مولوداها سيكون ذكراً، فلما ولدت مريم عليها السلام احتارت أنه وجب عليها الوفاء بنذرها، ومن جهة أخرى لم يكن كهنة بيت المقدس ليقبلوا أن تأتي أنثى لتخدم المعبد، ولهذا قالت: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى)
فهذه الآية ليس فيها أي تفضيل للذكر على الأنثى وإنما الآية تسرد حكاية ما جرى مع أم مريم عليها السلام وتحكي عن لسانها، والحقيقة أن الذكر كالأنثى بالحقوق التي أعطاها الله لكل منها والواجبات التي فرضها الله عليهم، ولا يختلف حقوق كل منهما وواجباته إلا بما اصتدم مع الفروق البيلوجية والتكوينية لكل منهما.
فالرجل وفق تكوينه من الصلابة والقوة مكانه الطبيعي خارج المنزل وفي ميادين العمل والسعي لتحصيل قوت أسرته وتهيئة حياة كريمة لهم، والمرأة بما كونت عليه من الرقة والعاطفة مكانها الطبيعي المنزل لتملي عليه جو الراحة والسكينة والدفئ، وهذا تحديداً ما يحتاجة الطفل حتى ينمو بشكل سليم.
مواضيع مشابهة
نسيم الحياة – 21- المرأة والحضارة