تحديات الدعوات الإصلاحية – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)
أنواع الناس في الدعوات الإصلاحية:
جرت العادة في الدنيا أن كل دعوة إصلاحية يتبناها فقراء الناس والمضطهدين منهم، وأن أول من يحاربها ويقف في وجهها هم أصحاب المصالح الدنيوية ورؤوس الأموال: (وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا).
تفسير وتأثير الدعوات الإصلاحية:
الدعوات الإصلاحية تصطدم بشكل مباشر مع المنافع الشخصية، فالدعوات الإصلاحية تحمل منافع ولكن منافعها عامة للجميع وليس لأشخاص. وبالتالي من يتبع الدعوات الإصلاحية هم من لا منافع شخصية لديهم، ويأملون من خلال تلك الدعوة الإصلاحية أن تصيبهم شيء من المنافع العامة التي حرمهم منها الظلم والجور.
مواقف الناس تجاه الدعوات الإصلاحية:
الشخص الصريح في إرادة المنفعة الشخصية:
كموقف عمرو بن العاص من معاوية عندما طلب منه أن يتخذ موقفًا إما معه أو مع أمير المؤمنين عليه السلام، فرد عليه بقصيدة:
معاوي لا أعطيك ديني ولم أنل
به منك دنيا فانظرن كيف تصنع؟
وما الدين والدنيا سواء وإنني
لآخـذ ما تعطي ورأسي مقنـع
فإن تعطني مصرا فأربح بصفقة
أخذت بها شيخا يضر وينفع
الشخص الذي يخفي إرادته برداء آخر:
كموقف العباسيين عندما حاربوا بنو أمية حاملين شعار “يا لثارات الحسين”، وما إن أحكموا سلطانهم حتى نكلوا بآل محمد عليهم السلام أشد من تنكيل بني أمية بهم.
مثال آخر هو الاستعمار الغربي الذي ملأ الأرض شرقًا وغربًا وكان شعاره تحرير الشعوب من سلطان الطغاة، بينما هدفه الواقعي كان السيطرة على ثروات البلاد واستعباد العباد.
الشخص الصادق في دعوته الإصلاحية:
مثاله حواريي عيسى عليه السلام كما هو مذكور في الآية الكريمة. الآية الكريمة.
الخاتمة:
في النهاية، نرى أن الدعوات الإصلاحية تواجه تحديات كبيرة، حيث يتبناها في الغالب الفقراء والمضطهدين، بينما يواجهها أصحاب المصالح الشخصية. تختلف مواقف الناس تجاه هذه الدعوات بناءً على مصالحهم وأهدافهم. نجد بعضهم يسعى للمنفعة الشخصية بصراحة أو تحت غطاء معين، بينما يكون هناك أشخاص صادقين في دعواتهم الإصلاحية، مثل الحواريين الذين دعوا إلى الإصلاح بصدق وإخلاص. هذه الدعوات، بإنفاقها بالليل والنهار، سرًا وعلانية، تُظهر أن الإنفاق يكون له دوافع متنوعة وغالبًا ما يكون له تأثير كبير على المجتمع ككل.
الصدق والإخلاص في الدعوات الإصلاحية يبقى دائمًا هو الركيزة الأساسية لتحقيق تغيير حقيقي ومستدام في المجتمع.