أهمية الزواج – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
الزواج هو أحد الدعائم الأساسية لاستمرار البشرية، ولقد أشار القرآن الكريم إلى قانون الزوجية منذ مئات السنين قبل أن يكتشفه العلم الحديث. في هذه المقالة، سنتناول مفهوم الزوجية الإنسانية وأهميتها في المجتمع، وكيف أن القرآن الكريم وفقهاء الإسلام أعطوا هذا الموضوع أهمية كبرى، مع التركيز على العقبات التي تواجه الزواج في العصر الحديث.
مفهوم الزوجية في القرآن الكريم
الآية الكريمة (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) تشير إلى قانون الزوجية العامة الذي اكتشفه العلم الحديث. إلا أننا هنا نتناول الزوجية الإنسانية التي لا يمكن للبشرية الاستغناء عنها.
أهمية الزواج في الإسلام
القرآن الكريم وفقهاء الإسلام أعطوا الزواج أهمية كبرى نظرًا لتأثيره على استمرار النوع البشري. فقد خصص الفقه الإسلامي مبحثًا يسمى “باب النكاح” يتناول أحكام وحقوق وواجبات الزوج والزوجة من الناحية الفقهية والأخلاقية.
فالله تعالى عندما أوجد الغريزة في نفس الإنسان لم يوجدها عبثًا، بل لأهداف ومن أهمها استمرار النوع البشري. أي دعوة تدعو إلى التبتل وترك الزواج باسم الإسلام هي دعوة خارجة عن روح ومقاصد الإسلام. فلا رهبانية في الإسلام كما قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله.
العقبات التي تواجه الزواج
رغم أهمية الزواج، إلا أن المجتمع يضع العديد من العقبات في طريق زواج الشباب، مثل:
الفوارق الطبقية.
الفوارق العرقية.
الفوارق الثقافية.
هذه العقبات كانت موجودة قبل الإسلام واستمرت بين المسلمين وغيرهم، رغم أن الإسلام وقف بوجه هذه الدعوات وساوى بين البشر.
وقد روي عن قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال: (كلكم لآدم وآدم من تراب). كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).
الخاتمة
الزواج هو مؤسسة إلهية تهدف إلى استمرار النوع البشري وتعزيز الروابط الاجتماعية. العقبات التي تواجه الزواج يمكن تجاوزها إذا ما تمسكنا بتعاليم الإسلام التي تساوي بين الناس وتدعو إلى المحبة والتعاون. علينا أن نتذكر دائمًا أن الله تعالى قد جعلنا شعوبًا وقبائل لنتعارف ونتعاون، وأن أكرمنا عند الله هو الأكثر تقوى.