زمن إظهار الدين الحق – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)
إن الله تعالى قام بإرسال رسله لهداية الناس، ورغم أن الله أعطى لكل إنسان عقل ليهتدي به لكن العقل وحده غير كاف لمعرفة الحق والصواب، بل يحتاج العقل البشري لعقل كامل مرتبط بالسماء.
ومن ناحية أخرى إن العقل البشري بحاجة إلى غذاء ونفسه أيضا بحاجة إلى غذاء كما المعدة والبدن بحاجة للغذاء، وغذاء العقل يتحقق بالمعرفة والحكمة، والنفس غذاؤها الطمأنينة بأنها على الصراط المستقيم، وكلا الأمرين لا يمكن تحصيلهما دون العقل الكامل المرتبط بالسماء وهو المتمثل بالأنبياء والرسل عليهم السلام.
فإن وظيفة الدين والأنبياء في الحياة هي هداية البشر للهدف المنشود لهم في الدنيا والآخرة، لذلك يلاحظ المتتبع أن الإنسان الذي ليس له دين تجده يعيش بلاد هدف ومتخبط في حياته ويائس منها وكثيراً ما يؤدي يأسه إلى الانتحار.
وإن التعاليم الدينية وخصوصاً العبادات منها كالصلاة والصيام والحج تجد لهم آثراً وضعيا على حياة الفرد وعلى المجتمع، فالصلاة على سبيل المثال كما رود في القرآن أنها (تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ) بل هي معراج المؤمن إلى الله تعالى… فلك أن تقارن بين مجتمع يغلب عليه الالتزام بالصلاة وآخر يغلب عليه الكفر والإلحاد.
وفي قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) تصريح بأنه سيتكسح جميع الأديان السابقة السماوية وغيرها، لأن الإظهار لا يكون إلا بالغلبة.. ولكن الناظر لواقع الأمة الإسلامية لا يرى فيها الظهور على الأمم ولم يظهر دينهم على الأديان، بل على العكس من ذلك فهم في عصرنا الحالي أمم متناحرة متخاذلة عن نصرة دينها، وهم الآن أدنى الأمم على جميع الأصعدة.
فمتى سيتحقق الوعد الإلهي لهم بالغلبة على الدين كله؟!! وللجواب على هذا ذكر عدة من المفسرين لهذه الآية أن هذا الوعد الإلهي سيتحقق عند ظهور الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه.
نعي مصيبة عبد الله الرضيع عليه السلام