وظيفة الأسرة ومسؤولية الزواج – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى)
الإنسانية في مسيرتها مرت بمراحل، وهذه المراحل التي مرت بها أهلتها من بعد هذا إلى فكرة الدولة، لأنه أول ما خلق الإنسان بعث الله عز وجل الأنبياء (عليهم السلام).
وبعث النبي آدم (عليه السلام) إلى أسرته، ولكن في الفترة التي بين آدم (عليه السلام) والنبوات التي تلته مرت الإنسانية بأدوار مختلفة.
والباحثون الاجتماعيون عند تقديم بحوثهم لا يقدمونه بناء على تصور ديني وخلفية دينية، بأن يتصور بأن الأرض منذ أن خلقها الله بعث فيها الأنبياء، والأنبياء عملوا على تنظيمها، بل يتصور الأمر يمشي بشكل تلقائي.
ومن بين الآراء التي يقدمها علماء الاجتماع في هذا الصدد يقولون بأن أول نواة للدولة في المجتمع هي الأسرة، فالإنسان بدافع فطري لا يستطيع بدون زوجة، والزوجة لا تستطيع العيش بدون زوج، وبالتالي سيكون هنالك أولاد وذرية، وإذا وجد الأولاد وجدت الأسرة.
وعندما تنشأ الأسرة فإن وظيفة الأسرة أن تخرج الفرد من حياة الفرد إلى حياة المجتمع، فبعض ممن يعزف عن الزواج يقول بأنه إذا تزوج فقد علقت في قيد لا أستطيع الخروج منه، فلا أملك حريتي في التنقل، فالآن يكفيني رغيب من الخبز، وفي الغد لا أعلم ماذا تريد الأسرة وما تحتاج.
وهذا المعنى خاطئ تمامًا لأسباب منها أن الله عز وجل عندما خلق الإنسان كلفه بأن يتحمل مسؤولياته، لأن الإنسان يملك العقل، ومن يملك العقل يجب أن يعالج الأمور ويتحمل مسؤولياته، فالإنسان هو الوحيد الذي يملك العقل، ومن لا يستعمل عقله فهو منهزم في الحياة.
وتعذره بثقل مسؤولية الزواج وبأنه لا يستطيع تحمل وظيفة الأسرة وتحمل أعبائها لا أساس له، فالله عز وجل يقول في محكم كتابه الكريم (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله)، فالمعونة تنزل على قدر المؤونة.
فالإنسان إذا تزوج وبدأ يشعر بالمسؤولية، وعندما يشعر بالمسؤولية سيضاعف نشاطه، وسيبحث عن فرص أخرى للعمل، فسيرتبط حتمًا، وإذا ارتبط فالله تعالى الذي تكفل برزقه وهو فرد سيتكفل برزقه وهو رب أسرة.