لمحة عن سير الإمام زين العابدين ع – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
المؤخرون عندما يسلطون الضوء على شخصية ما، أول ما يذكرونه تاريخ ولادة ووفاة هذه الشخصية، والسبب أن الفترة التاريخية التي عاشتها تلك الشخصية تؤثر تأثيراً كبيراً على تكوينها وأبعادها في جميع الجوانب.
والإمام زين العابدين عليه السلام ولد سنة 38 للهجرة وتوفي سنة 95، والفترة التي عاشها كانت فترة مشحونة بالأحداث المفصلية في تاريخ الأمة الإسلامية.
ففي البداية كانت ولادته إبان حكومة الإمام علي عليه السلام، وتلك الفترة كانت مشحونة بالفتن، بداية بحرب صفين ثم الجمل ثم النهروان، وهذا السبب الذي جعل أمير المؤمنين عليه السلام يتوقف عن الفتوحات.
ثم عاصر فترة إمامة عمه الإمام الحسن المجتبى عليه السلام الذي هو الآخر كان مشغولاً بحرب معاوية له، وحتى بعد الصلح الذي تم بين الإمام الحسن عليه السلام ومعاوية لم تستقر الأمور للأمة، وذلك بسبب أن معاوية نقض كل بنود صلحه مع معاوية، إلى أن قضى الإمام المجتبى مسموماً شهيداً.
والملاحظ أن أكثر ما سلطت عليه الأضواء في سيرة الإمام زين العابدين عليه السلام هو حياته ما بعد واقعة الطف، وقليلاً ما ذكر عنه شيء قبل تلك الواقعة، فقد يظن البعض أن الإمام لم يكن أي فعاليات أو دور في تلك الفترة.
ولكن الإمام زين العابدين عليه السلام حتى قبل إمامته كان له الدور الكبير في نشر علوم آل محمد عليهم السلام، بحيث كان الإمام عليه السلام يترأس حلقة في المسجد النبوي يعلم بها الأحكام والعقائد الإسلامية ويفتي الناس بأمور دينهم.
أما عن دوره الاجتماعي فهو كان قبل وبعد إمامته يوزع العطايا على الفقراء والمحتاجين ويدور على بيوتهم.
وأما بعد توليه الإمامة فقد كان له مع عمته السيدة زينب عليها السلام الدور الإعلامي للنهضة الحسينية، فكانت أي أرض يحل بها سبايا آل محمد ينشر مظلومية سيد الشهداء عليه السلام، حتى صعد على منبر مسجد دمشق حتى كاد أن يقلب الناس على بني أمية.
وبعد عودته إلى المدينة نشر علوم وأخلاق آل محمد عليهم السلام عن طريق الأدعية التي أصبحت تعرف باسم الصحيفة السجادية.
مواضيع مشابهة
الأقمار المنيرة – 13 – خصائص الإمام زين العابدين عليه السلام