تيسير الزواج في الإسلام – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ)
إن الجعل في الآية يأتي بمعنى الخلق، أي خلق لكم من أنفسكم أزواجاً، وكلمة أنفسكم اختلف المفسرون في معناها، ففريق قال إن الله عندما خلق آدم خلقه بطبيعة يحتاج بها إلى زوجة، ثم أخذ ضلع من أضلاعه وخلق منه آدم عليه السلام.
وفريق آخر قال من أنفسكم أي جنسكم، فلا يمكن الزواج من الملائكة وكذلك لا يمكن الزواج من الجن، فالزواج هو استجابة للفطرة التي جعلها الله في الإنسان بهدف إمداد المجتمع بالذرية، والزواج من جنس غير الجنس البشري أو الزواج المخالف للفطرة كزواج المثلية لا يحقق الهدف الذي جعله الله من الزواج.
وقد تدخل اعتبارات أخرى على الزواج كموضوع الكفاءة بين الزوجين، فبعض المذاهب تعتبر النسب والطبقة الاجتماعية والحرية والدين من شروط التكافؤ بين الزوجين، أما المالكية والشيعة لا تعتبر سوى العقيدة كشرط من شروط الكفاءة بين الزوجين.
وإن أي اعتبار يؤخذ في الزواج من غير اعتبار العقيدة يعتبر وضع عقبة في طريق الزواج، ووضع العقبات في طريق الزواج تترتب عليه آفات ومشاكل اجتماعية ونفسية قد تدمر المجتمع، فإما أن تشيع الفاحشة فيه أو تنمو معدلات الجريمة في المجتمع بسبب عدم إشباع رغبات أصبحت مكبوتة.
ومن أشد الأمور التي تعتبر عقبة كبرى في طريق الزواج غلاء المهور والمتطلبات الكثيرة من حفل زفاف وأثاث ثمين وغير ذلك، وهذا خلاف الإسلام وتعاليم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله الذي قال: (أفضل نساء أمتي أقلهن مهرا، وأحسنهن وجها وعفة) والله تعالى يقول: (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).