قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: المنبر العميد
آخر برامج من: الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (ره)
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

فضل البنات في الإسلام – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله

(وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ * أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ)

هذه الآيات القرآنية عالجت موضوعين، أحدهما عبادي والآخر اجتماعي، أما العبادي فكان لدى قريش أصنام يعبدونها من دون الله تعالى، وكأن من الصعب عليهم عباده إله لا يمكن رؤيته، ولذ لجأوا لصناعة أصنام بهدف عبادة آلهة مجسدة أمامهم.

وكثير من هذه الأصنام كيعوق ونسرا ومناة وغيرها كانوا رجالاً صالحين في زمانهم وعندما ماتوا صنعوا لهم أصناماً لتجسيد ذكراهم، ومع مرور الزمان أتخذوهم آلهة تعبد، وهذا يدل على أن كثير من الناس يأخذون عقيدتهم من آبائهم أخذ المسلمات دون دليل أو تمحيص، (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ).

والآية الكريمة ترد على ما كان يدعيه أهل قريش أن الملائكة هن بنات الله، كما أن اليهود نسبوا لله ولد وهو عزير، والنصارى نسبوا لله ولد وهو المسيح عليه السلام، ولكن الآية هي بمعرض الرد على قريش أنهم نسبوا أن لله بنات وبنفس الوقت كان أحدهم يكره أن تولد له بنت.

فقد كان العرب في الجاهلية يكرهون ولادة البنت بل ينفرون ممن تولد له بنت ويبقيها في منزله إن لم يؤدها، وكان ظاهرة وأد البنات عندهم منتشرة بشكل كبير جداً، والسبب في ذلك أنه كانت حياتهم مبنية على الحروب، والمرأة ليس لها في ميادين القتال، بل كانوا يخشون أن تصبح بناتهم سبايا عند أعدائهم.

وحتى بعد الإسلام بقيت هذه القضية من أحد رواسب الجاهلية، فأغلب الناس يفضلون البنين على البنات، ويدعي أحدهم الله تعالى أن يهب له ولد ولا يدعي في المقابل أن يهب له بنت، وذلك بسبب عدم يقينهم بالله تعالى وعدم التسليم لقضائه، فالأصح أن يطلب المؤمن من ربه ما فيه خير له ولذريته، فكم من إنسان كان الولد وبالاً عليه وكان البنت رحمة من الله له.

مواضيع مشابهة

مشكاة السعادة – 19 – فضل تربية البنات

إعداد الذرية الصالحة