زلزلة الساعة – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)
التقوى تأتي بمعنى الترك، وهي في القرآن تأتي بمعنى ترك عصيان الخالق عز وجل، أي الإتيان بالواجبات الإلهية وترك ما نهى الله عنه، معنى الرب هو المربي وهي مأخوذة من التربية، فالله تعالى هو الذي ربانا ويدبر أمورنا من يوم خلقنا إلى ما شاء الله، ومن العقوق أن يعصي الإنسان ربه الذي خلقه ورباه.
والزلزلة معناها التحرك، والزلزلة في القرآن اختلف في معناها المفسرون فمنهم من قال أنها أحد علامات يوم القيامة التي بها ينهي الله الأرض ومن عليها، ومنهم من قال أنها في أرض المحشر، ودليل القول الثاني هو اقتران كلمة الزلزلة بالساعة، والساعة في القرآن معناها يوم القيامة.
أما دليل من قال أنها الزلزلة التي هي من أحد علامات الساعة، فقول الله تعالى: (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ)، والرضاعة لا تكون إلا في دار الدنيا، فإذا أراد الله تعالى أن يفني العالم يزلزل الأرض تحت سكانها ويتغير مسار الكواكب بشكل ينهي الحياة على الكرة الأرضية.