من آذى علياً فقد آذاني – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)
في سبب نزول هذه الآية الكريمة ذكر المسفرون رأيان:
الرأي الأول: بأنها نزلت في جماعة كانوا يمشون في طرق المدينة يتبعون النساء إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن،
فيرون المرأة، فيدنون منها، فيغمزونها، فإن سكتت اتبعوها، وإن زجرتهم انتهوا عنها، ولم يكونوا يطلبون إلا الإماء،
ولكن لم يكن يومئذ تعرف الحرة من الأمة إنما يخرجن في درع وخمار، فشكون ذلك إلى أزواجهن،
فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل الله تعالى هذه الآية.
والرأي الآخر أنها نزلت فيمن يؤدون أمير المؤمنين عليه السلام، والشاهد على ذلك:
ما ذكره لعلامة المحدث الحافظ البدخشي المتوفى في القرن الثاني عشر في كتابه (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) قال:
وأخرج عن مقاتل بن سليمان في قوله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا)
قال: نزلت في علي بن أبي طالب وذلك إن نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبونه.
فعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، بشيء من التفصيل قال: كنت جالساً في المسجد، أنا ورجلان معي، ونلنا من علي،
فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله غضباناً يعرف الغضب في وجهه فتعوذت بالله من غضبه، فقال: (ما لكم ومالي، من آذى علياً فقد آذاني).