قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: المنبر العميد
آخر برامج من: الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (ره)
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

قسبات من سيرة الإمام الكاظم عليه السلام – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله

تحرص الأمم على إبراز سير عظمائها وتعليم مبادئهم للأجيال، لما في ذلك من فائدة فردية واجتماعية تعود عليهم، فالاقتباس من سيرهم والوقوف عندها فيه غذاء روحي ومعنوي للأجيال يدفعهم للارتقاء الحضاري والأخلاقي في حياتهم وتنير مستقبل أمتهم، وكما يستفيد المرء من كتاب علمي أو أخلاقي إذا قرأه، كذلك سيرة العظماء هي كتاب عملي للأمة.

ومن أولئك العظماء في تاريخ الإسلام الذين أناروا درب المؤمن في الدين والدنيا، هو الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، فالإمام الكاظم عليه السلام بشهادة المؤالف والمخالف أتقى وأورع وأعلم أهل زمانه، بل شهد له طاغوت زمانه هارون العباسي عندما قال لولده:

(هذا إمام الناس وحجه على خلقه وخليفته على عباده فقلت: يا أمير المؤمنين أوليست هذه الصفات كلها لك وفيك؟ فقال: أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر وموسى بن جعفر إمام حق، والله يا بني إنه لأحق بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله منى).

سبب ما تعرض له الإمام الكاظم عليه السلام من الأذى وصبره على ما تعرض له، ومنها السنوات العديدة قضاها من حياته في السجن، وشدة ما كظم من الغيظ وصبر على ظلم الظالمين له، لقب عليه السلام بالكاظم، بل أيضا لحلمه الشديد مع عوام الناس ومع خدامه أيضاً

وقد عاصر فترة حساسة من تاريخ المسلمين، حيث كانت تلك الفترة تتسم بسيطرة القبضة الحديدية على البلاد من قبل بني العباس، وسفكهم لدماء معارضيهم عموماً والعلويين على وجه الخصوص بحجة السيطرة على الحكم وإحكام قبضتهم على البلاد.

ومن قصص كظم الغيظ عند الإمام الكاظم عليه السلام ما فعله مع ابن أخيه محمد بن إسماعيل عندما أراد الخروج إلى العراق قاصداً هارون العباسي، ورغم أن الإمام يعلم بنية ابن أخيه في التآمر عليه مع هارون،لكن أعطاه الإمام مبلغاً كبيراً من الدنانير كمصاريف للسفر.

فلما أخذها قال ابن اسماعيل: يا عم أحب أن توصيني فقال: أوصيك أن تتقي الله في دمي، فقال: لعن الله من يسعى في دمك، ثم قال: يا عم أوصني، فقال: أوصيك أن تتقي الله في دمي.

وما إن دخل محمد بن إسماعيل على هارون قال له: يا أمير المؤمنين خليفتان في الأرض موسى بن جعفر بالمدينة يجبى له الخراج وأنت بالعراق يجبى لك الخراج، فقال: والله، فقال: والله، قال: فأمر له بمائة ألف درهم، فلما قبضها وحمل إلى منزلة، أخذته الذبحة في جوف ليلته فمات.

مواضيع مشابهة

أمناء الرّحمن – 11 – سيرة الإمام الكاظم عليه السلام

صلاة الإمام الكاظم (ع)