قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: المنبر العميد
آخر برامج من: الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (ره)
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

الميراث في القرآن – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله

موضوع الميراث في الإسلام يتناول تقسيم الثروة بشكل يعزز التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع. تأتي الآية الكريمة (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا) لتسلط الضوء على حقوق فئات معينة من المجتمع الذين قد لا يكون لهم نصيب شرعي في الميراث، ولكنهم يستحقون الاهتمام والعناية. في هذا المقال، سنناقش معاني هذه الآية وأثرها في تحقيق العدالة الاجتماعية، وأهمية احترام حقوق الآخرين، مع مراعاة قواعد الـSEO لزيادة انتشار المقال.

التقاسم العادل للثروة

الميراث في الإسلام يهدف إلى توزيع ثروة الميت بشكل عادل بين الورثة. في حال عدم وجود ورثة من الطبقة الأولى، تنتقل الثروة إلى الطبقة التالية وهكذا حتى تصل إلى الحاكم الشرعي إذا لم يكن هناك ورثة. يتم توزيع الثروة على المحتاجين والمستحقين، مما يعزز من روح التكافل الاجتماعي.

مساعدة الأقرباء والضعفاء

الآية الكريمة تشير إلى ضرورة إعطاء حصة من الميراث لأقرباء الميت، الأيتام والمساكين الذين حضروا تقسيم الميراث. الفقهاء اختلفوا حول ما إذا كان هذا الأمر واجباً أو مستحباً، ولكنه في كلتا الحالتين يعكس روح العدل والإحسان. الهدف من هذا التشريع هو منع الفقر والحاجة بين الحاضرين في قسمة الميراث، وإظهار الاهتمام بهم بشكل يحقق رضاهم ويجنبهم الحقد على الورثة.

التكافل الاجتماعي

تشريع الزكاة والخمس هو جزء من النظام المالي في الإسلام الذي يهدف إلى تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء. الفقير الذي لا يجد قوت يومه يشعر بالظلم إذا رأى الآخرين يتمتعون بالثراء. لذا، فرض الله على الأغنياء إعطاء الفقراء لمنع تضخم الثروة وتحقيق العدالة في توزيع الثروات. عدم إعطاء الحقوق الشرعية لأهلها يُعتبر غصباً لمال من له الحق فيه.

التعامل بالقول المعروف

توجه الآية الورثة إلى التحدث بلطف واحترام مع الأقرباء واليتامى والمساكين، سواء أعطوهم من الميراث أم لم يعطوهم. الحفاظ على الكرامة الإنسانية والتعامل بالقول المعروف يُظهر روح الإنسانية والتراحم في الإسلام.

السياق التاريخي للميراث

يذكر أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي قدم للعالم نماذج رائعة من العطاء والخير، خرج من الدنيا وله ابنة واحدة هي السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام). كان يعتني بها عناية خاصة، ويحث على رعايتها. ومع ذلك، فقد عانت الزهراء (عليها السلام) من مصادرة حقها في الميراث بعد وفاة النبي، مما يثير تساؤلات حول رعاية حقوقها المستحقة.

خاتمة:

الآية الكريمة (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا) تعكس روح العدالة والإحسان في الإسلام. من خلال توزيع الثروة بشكل عادل ومساعدة المحتاجين، يحقق المجتمع الإسلامي التوازن الاجتماعي والاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعامل بالقول المعروف يعزز من روح التراحم والتفاهم بين الناس. علينا أن نستلهم من هذه القيم الإسلامية السامية ونسعى لتطبيقها في حياتنا اليومية لتحقيق مجتمع عادل ومستقر.