اختيار الزوجة الصالحة – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ)
الأسلوب القرآني لا يختلف كثيراً عما هي عليه أدبيات اللغة العربية من حيث استعمال المجاز حتى يتقرب المعنى إلى الذهن، بل هذا الأسلوب المجازي متبع في أغلب لغات العالم.
والقرآن مما لا شك فيه أنه قطعي الصدور، ولكن قد تأتي بعض آياته يكون معناها أو تفسيرها ظني الدلالة، أي أن تفسيرها يحتمل أكثر من وجه.
وفي تفسير هذه الآية عدة وجوه، منها يحمل صيغة فلسفية وهي:
أن الله تعالى ينزل رحمته على الجميع، ولكن لكل شيء في الوجود له ماهية، فمنه ما هو ماهيته تتفاعل إيجاباً مع ما ينزله الله تعالى من رحمة ورزق وغير ذلك.
فقابليات البشر تختلف من شخص لآخر، منهم من هو ذو سريرة طاهرة، وعند تنزل الرحمة الإلهية يستجيب لها ويتفاعل معها أكثر من آخر ذو سريرة فيها شوائب.
ولذلك الإنسان الذي أعمى الله قلبه وبصيرته، يصبح كالأرض السبخة، كلما هطل عليها مطر زادتها ملوحة، فاختلاف الماهيات بناءً على هذا التفسير هو من يحدد رتب التفاوت بين البشر.
وفي تفسير آخر يقول: أن الرحم الطيب يتنج ولداً طيباً، بمعنى أن الأم الحسنة الأخلاق والملتزمة بتعاليم الدين لا يخرج منها إلا الولد الطيب، وكذلك الأم التي تحمل خباثات في روحها وأخلاقها، لا ينتج منها إلا ولد خبيث.
فعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال: ال: قام النبي صلى الله عليه وآله خطيبا فقال:
أيها الناس إياكم وخضراء الدمن قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): اختاروا لنطفكم فإن الخال أحد الضجيعين.
ولذا على المؤمن قبل أن يقبل على الزواج بهدف تحصين النفس من الحرام، أن يحسن اختيار أم لأولاده.
فعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال: تنكح المرأة على أربع خلال: على مالها، وعلى دينها، وعلى جمالها، وعلى حسبها ونسبها، فعليك بذات الدين.