موقف الإسلام من العنصرية – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)
هذه الآية لخصت محاورة بين النبي صلى الله عليه وآله وبين اليهود والنصارى في الجزيرة العربية، وكانت تلك الجالية اليهودية سكنت الجزيرة هروباً من اضطهاد الرومان لهم، وكان مصدر رزقهم في الصناعة والزراعة والتجارة.
والآية الكريمة تقول أنّ كلاً من اليهود والنصارى ادعوا أنهم أبناء الله، وذلك بحسب اعتقاد النصارى أن المسيح بن الله، واعتقاد اليهود أن عزير بن الله، وبما أن كل منهم يدعي أن من يتبعه هو ابن الله، فبالتبع يصبحون هم كذلك أبناء الله.
وأما عن قوله تعالى: (وَأَحِبَّاؤُهُ) فنشأ عن طريق اعتقاد كل من اليهود والنصارى أنهم القوم المفضلين عند الله، وكما هو معلوم أن اليهود خصيصا يقولون أنّهم شعب الله المختار.
ولا زالت هذه النظرة التفضيلية موجودة حتى عصرنا الحالي، فالغرب مثلاً يعتقد أن العرق الأبيض والإنسان الأشقر يمتلك أعلى درجات الذكاء مقارنة بباقي الشعوب والأعراق الأخرى.
بينما نجد في حضارتنا الإسلامية أن أئمة أهل البيت عليهم السلام كان الواحد فيهم نموذج للتواضع، فقد روي أنّ الإمام علي بن الحسين عليه السلام، إذا أراد الذهاب إلى مكة من أجل الحج أو العمرة كان يذهب مع قافلة لا يعرفه فيها أحد، من أجل ألا يكون له أي امتياز عن باقي أفراد القافلة.
وفي إحدى المرات عرفه أحد الرجال فقال له: يا ابن رسول الله! لماذا لا تعرّفهم عن نفسك حتى يخدمك أفراد القافلة؟ فمنعه الامام من أن يعرّفهم به.