قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: المنبر العميد
آخر برامج من: الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (ره)
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

عوامل الثبات على الحق – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله

(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء)

قد يوهم ظاهر الآية الكريمة على الجبر، أي أن الله يجبر من يريد على الإيمان، وآخرون يجبرهم على الكفر، فينبغي أن الله تعالى باعتباره محض الخير أن يثبت البشر جميعا، لأنه من المفترض أن تتساوى العباد بالنسبة إليه.

ولكن الواقع أن الأمر ليس كما هو ظاهر، فصحيح أن رحمة الله تعالى وسعت جميع خلقه، ولكن هناك بشر جعلوا لأنفسهم القابلية لاستقبال رحمة الله الخاصة بالمؤمنين، وأغلب البشر منعوا عن أنفسهم الحصول على هذه القابلية.

ومعنى قوله تعالى (بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ)، فظاهر معناها: القول الذي لا يتضارب بعضه مع بعض، ولكن المفسرون ذكروا معنى آخر لهذه الآية، ومعناه القول الذي يدعمه العمل، لأن الإيمان وحده لا يكفي دون العمل، فلو اقتصرنا على الأقوال لما غرست في الدنيا فسيلة، والله تعالى في عدة مواضع القرآن الكريم يقرن الإيمان بالعمل الصالح، وأن يترجم أقواله وإيمانه إلى أفعال.

فإن هارون العباسي كان من الذين يعرفون مكانة الأئمة عليهم السلام، ويعرف أن الإمام الكاظم عليه السلام هو إمام الحق، ولكن حب السلطة أعمت عينه، وما كان قوله لولده إلا: لو نازعني صاحب هذا القبر على الملك لأخذت الذي فيه عيناه.

وهنا يتبن أن الله إذا علم من العبد النية والإقبال على الخيرات يفيض عليه تعالى من عطائه وتسديده، فالله يثبتهم بحياتهم بسبب إيمانهم، ويثبتهم بعد وفاتهم أيضاً بسبب إيمانهم.

مواضيع مشابهة

لقاء الأحبة -58- عوامل الثبات والاستقامة