صفات المؤمنين في القرآن الكريم – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)
أوضحت الآيات الكريمة صفات المؤمنين الحقة، وأن الإيمان ليس مجرد اعتقاد بالقلب، إنما هو عمل الجوارح بما أمر الله تعالى ونهيها عما حرمه سبحانه.
فالقرآن الكريم سعى إلى تغيير مفهوم الإيمان في عقول الناس من مجرد اعتقاد بالقلب إلى القيام بالأعمال الصالحة من عبادات وأخلاق حسنة وقضاء حاجة المؤمنين وإعمار الأرض.
لأن الإيمان الحق لا تقتصر ثمراته على الفرد فقط، بل إن ثمراته تحصدها الأسرة والمجتمع، فالإيمان يدفع الأب لرعاية أسرته والأم لتربية أبناءها تربية الصالحة ويدفع الأولاد لاحترام وطاعة الوالدين، الأمر الذي يجعل من هذه الأسرة المؤمنة أسرة متماسكة تتمتع بصحة نفسية واجتماعية سليمة، وهذا ما يبغيه الإسلام من الزواج وتكوين الأسرة.
أما ثمراته على المجتمع إنما تتمثل بالتكافل فيما بينهم، والوقوف عند حاجة المحتاج فيهم، ويتمثل أيضا بالسلام الاجتماعي والأمان على كافة الأصعدة.
وإن من أهم أسباب تخلف الأمة هو تخلف أبناءها عن الإيمان الحقيقي الجوهري، وتمسكهم بالقشور من تعاليم الدين، فالإيمان الحق باعث للأمة لإعمار الأرض، وبناء الجيل الواعي المثقف، والسير قداما نحو الحضارة والتقدم العلمي والإنتاج الصناعي.
فلا تكاد تجد آية في كتاب الله تعالى إلا وتقرن الإيمان بالعمل الصالح، لكن كثير من الناس اقتصروا على الإيمان ظنا منهم أنه وحده ينجيهم، والبعض الآخر أعتقد أن العمل الصالح هو ما يشمل العبادات من صلاة وصيام وغير ذلك… لكن في الحقيقة إن العمل الصالح لا يشمل فقط العبادات بل يتوسع ليشمل كل ما يندرج تحت خدمة الإنسان.
وإن الله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين الحقيقين بدرجات عالية في الجنة، وقد نال أولائك المؤمنون تلك الدرجات بإيمانهم الحق أولاً ثم بأعمالهم الصالحة من عبادات وخدمات قدموها للبشرية وللمجتمع ثانياً.
ذكر مصائب السيدة زينب عليها السلام بعد اسشهاد الإمام الحسين عليه السلام