آثار حلية الطعام على الفرد _ الشيخ د. أحمد الوائلي
المقدمة
الطعام الذي يتناوله الإنسان يلعب دورًا هامًا في بناء جسده وروحه. تناول الطعام الحلال هو أحد أهم الأسس التي ركزت عليها الشريعة الإسلامية، والتي لها آثار مباشرة على صحة الإنسان ونفسيته.
الآية الكريمة المتعلقة بحلية الطعام
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
“(وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)”
(سورة الأنعام: 121)
هذه الآية الكريمة تصنف ضمن آيات الأحكام التي ترتبط مباشرة بسلوك الأفراد في مجالات مثل الطعام والشراب والتعاملات المالية والزواج. فهي تحدد الأفعال التي يجب على المسلم اتباعها والابتعاد عنها.
فهم آيات الأحكام وتأثيراتها
آيات الأحكام تُبيّن السلوكيات التي يجب اتباعها في جوانب الحياة اليومية. فالله سبحانه وتعالى عندما ينهى عن فعل أو يحرمه، فإنه يضع الحكمة والعلة في ذلك، سواء كان الضرر يتعلق بالصحة البدنية أو النفسية أو الروحية.
أثر الأطعمة المحرمة على الصحة والروح
بعض الأطعمة والمشروبات مثل لحم الميتة ولحم الخنزير حرمت في الإسلام لأنها تسبب ضررًا للصحة أو للنفس. فالله سبحانه وتعالى يريد من الإنسان الحفاظ على جسده وعقله سليمين.
كذلك، شرب الخمر يعتبر من الأمور المحرمة لما فيه من ضرر للعقل والنفس، وهو سبب رئيسي في الإهانة التي يتعرض لها الإنسان عندما يفقد عقله، والله قد كرم الإنسان بالعقل وحافظ عليه: “(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)”.
أثر اللحوم غير المذبوحة وفق الشريعة
أما بالنسبة للحوم التي لم يُذكر اسم الله عليها عند الذبح، فإن الأثر هنا ليس على البدن فحسب، بل على الروح والنفس. فهي تؤثر على صفاء الروح وتزعزع العلاقة الروحية بين الإنسان وخالقه.
ولذلك، أجمع فقهاء الإمامية على حرمة أكل الذبيحة التي لم يُذكر عليها اسم الله أثناء الذبح إذا تركت التسمية عمدًا.
الخاتمة
تناول الطعام الحلال ليس مجرد مسألة صحية بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بروحانية الفرد وسلوكه. اتباع الأحكام الإلهية في ما يخص الطعام يساهم في بناء نفس سليمة وجسد معافى، ويزيد من صفاء الروح والالتزام بتعاليم الدين.