طريق ذات الشوكة – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
نزلت هذه الآية الكريمة لتواسي النبي صلى الله عليه وآله بعدما لاقى الأذى والاضطهاد من قريش، وذلك لأن قريش بعدما رأت من تعارض مصالحها مع مبادئ الدعوة الإسلامية، حرضت أجندتها لمحاربة الدعوة بالأذى الجسدي تارة وبتعذيب وتهديد من يتبع دعوته تارة آخرى، أو بالسخرية منه ومن كتاب الله تعالى النازل عليه.
ولم يكن في قريش كلها من يساند النبي صلى الله عليه وآله إلا أم المؤمنين خديجة وعمه أبوطالب عليهما السلام، وابن عمه وأخيه ونفسه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
فكان الدور الأبرز في حماية النبي صلى الله عليه وآله حين بداية الدعوة لأبي طالب عليه السلام، فهو من جند منزلته وماله وأولاده لخدمة الدعوة الإسلامية والذود عن المصطفى صلى الله عليه وآله.
لكن كان جزاؤه مع أمة أتبعت أهواء الحكام، أن اعتبروه كافراً ليس فقط لأنه كان يخفي إيمانه، بل لأنه كان والد علي بن أبي طالب عليه السلام، وفي المقابل من حارب الدعوة منذ نشأتها إلى انتصارها ورفع شعار “إعلوا هبل” ثم استسلم بعد فتح مكة اعتبروه مسلما وقد حسن إسلامه.
فالرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بعدما ناله الحزن على أذى قريش من حبث أنه يريد سعادتهم في الدارين وهم يقابلوه بالأذى والتأمر عليه بالقتل، نزلت هذه الآية الكريمة لتبشره بالنصر والغلبة، وتخبره أن طريق الدعوة لله تعالى هو طريق ذات الشوكة.