عوامل الحفاظ على الفطرة السليمة – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)
تذكر بعض الآيات الكريمة أن الذي يتوفى البشر هو ملك الموت، وفي آيات أخرى منها هذه الآية ذكر ان الذي يتوفى الأنفس هم الملائكة، فمن الذي يقبض الأرواح ملك واحد أم ملائكة عدة؟
وللتوضيح نقول: أن عدد الذين يتفون في كل لحظة كثيرون، ولا يمكن لملك واحد أن يقوم بقبض كل تلك الأرواح، لذلك سخر الله تعالى لملك الموت ملائكة تعمل بإمرته يوزعهم على من قدر الله تعالى له الموت.
والطيبون في هذه الآية المقصود بهم على وجه الخصوص الشهداء في سبيل الله تعالى، وعلى وجه العموم هم كل من لم يلوث فطرته بأرجاس الشرك والكفر والعصيان، فهذه النفس هي أمانة ودعها الله عن خلقه، فمن رد أمانته مشوبة عوقب على تفريطه، ومن ردها نظيفة أدخله الله تعالى الجنة خالدين فيها أبدا.
وإن مسؤولية بقاء هذه الفطرة سليمة تقع على عاتق الوالدين بالدرجة الأولى، ويتم ذلك من خلال تربيتهم، لذا لا بد للوالدين أن يحرصوا على تربية أبنائهم تربية صالحة سليمة.
والتربية الصالحة لها طريقين لا ينفك أحدهما عن الآخر:
أولاً العملي والنظري معاً، فعندما يرى الطفل والديه مستقيمين ملتزمين بالأوامر الإلهية والتعاليم الأخلاقية يقتبس منهم تلك الأفعال والأقوال، فهما الملهم الأول له، ثم يأتي دور المدرسة والمعلم، فكذلك الأمر عندما يرى الطفل مدرسه ذو أخلاق فاضلة يحدث به تأثيرأ بالغاً في أخلاقه، لكن إذا خالف كل من الوالدين والمعلم أقولهم أفعالهم فلن ترى من هذا الطفل أي التزام بالأوامر الأخلاقية التي تعلمها، وكذلك المجتمع مسؤول بشكل مباشر من خلال قيمه الأخلاقية على تربية أبناء هذا المجتمع.
نعي مصيبة مسلم بن عقيل عليه السلام