هل للسحر حقيقة؟ – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ)
إن الآية الكريمة تعالج مشكلة كانت ولا زالت تشغل الكثيرين من بسطاء العقول، وهي تصديق السحرة والمشعوذين، فالبعض من الناس إذا واجهته مشكلة أو تقطر عليه رزقه، تلقفه أولئك الدجالين ويوهمونه أن حل مشكلته عندهم.
ولأجل تنبية عقول المسلمين لخطرهم نزلت هذه الآية، توضح لهم أن الرزق وأسبابه ومفاتيحه بيد الله عز وجل.
إن كلمة ملكوت في القرآن الكريم تأتي بمعنى المبالغة بالملك، فالملكية تنقسم إلى قسمين: ملكية اعتبارية وهي كما حال ملكية جميع البشر لممتلكاتهم؛ من أموال ومساكن وأراضٍ، وسميت هذه الملكية اعتبارية لأنها تنتهي بمجرد موت صاحب الملك على سبيل المثال.
والقسم الآخر الملكية الحقيقية، وهذه الملكية لا تكون لأحد سوى لله عز وجل، فهو المالك الحقيقي لكل ما في الوجود، وله الملكوت بمعنى أنه ليس فقط المالك له بل هو من أعطى أصحاب الملك ملكهم، وهو جل جلاله بيده خزائن كل شيء.
فبعد أن أخذ سبحانه الإقرار منهم أنه هو من يملك النفع والضر وهو من يمسك ويبسط الرزق، انكر عليهم ذهابهم وتسليم رقابهم وأموالهم لأولئك الدجالين.
ثم إن علماء المسلمين أجعموا على أن السحر لا حقيقة له، إنما يعمل الساحر من خلال التأير على العقل الباطني للمرء، فهذا الإمام الصادق عليه السلام يسأله أحدهم عن قدرة الساحر فيجيب: (هو أعجز وأضعف من أن يغير خلق الله، إن من أبطل ما ركبه الله وصوره وغيره فهو شريك لله تعالى في خلقه تعالى عن ذلك علوا كبيرا، لو قدر الساحر على ما وصفت لدفع عن نفسه الهرم والآفة ولنفى البياض عن رأسه والفقر عن ساحته وإن من أكبر السحر النميمة يفرق بها بين المتحابين ويجلب العداوة على المتصافين).
نعي مصيبة مسلم بن عقيل عليه السلام
مواضيع مشابهة
ليتفقهوا في الدين – آيات الأحكام – 208 – حرمة تعلّم السّحر وتعليمه وممارسته