خلق الصبر عند الرسول ص – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَار)
إن الله سبحانه وتعالى أعطى لكل إنسان مؤهلات، وقد تختلف هذه المؤهلات من فرد إلى آخر، فالذي يريد أن يتجه مثلا إلى طلب العلم عليه أن ينظر إلى نفسه أنه هل يملك هذا القدر الكافي من قوة الحفظ والفهم الأمر الذي يؤهله لطلب العلم.
وكذلك الأمر في المقاتل ينبغي أن يملك القوة والشجاعة الكافية، وكذلك في من يريد أن يتوجه لمهنة يبنغي أن يملك الرغبة في تعلمها حتى يمتلك لاحقاً المهارة في أدائها.. فلو ان المجتمع طبق هذا الأمر على كل فرد لحصل منه نتيجة عظمى في تنمية المجتمع، وهو ما يقال عنه: وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
فمحل الشاهد هنا أن الآية الكريمة تؤهل النبي صلى الله عليه وآله لمهمة عظمة وهي تبليغ الرسالة الإلهية، وهذا الأمر يتطلب من صاحبه أن يتحلى بالصبر.. لأن طريق الدعوة إلى الله ليس بالطريق الهين، بل يحمل في طياته أشد الصعاب منها الصبر على الآذى بكل أشكاله.
وإن هذه الآية الكريمة تواسي الرسول صلى الله عليه وآله بأن الصعوبات والآذى الذي وقع عليه وسيقع فيما بعد، إنما مر به الرسل من قبله، فإن الصعوبات التي تمر على الفرد إذا وقعت عليه وحده كان لها الأثر السلبي على نفسه، بعكس ما إن مر بها أحد غيره أو وقعت بشكل جمعي.
وإن من شواهد خلق الصبر عند النبي صلى الله عليه وآله هو ما دعا الله به بالمغفرة لأهل الطائف رغم شدة ما عاناه من أذاهم، فما كان منه إلا أن قال وهو يمسح الدم عن وجهه الشريف: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي؛ فإنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ).
نعي مصيبة سيد الشهداء عليه السلام
مواضيع مشابهة
ليتفقهوا في الدين – آيات الأحكام – 221 – الأمر بالصبر إرشادي وليس تكليفيّاً