غزوة تبوك – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
تتحدث الآية الكريمة عن آخر غزوة من غزوات المسلمين في حياة نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وهي غزوة تبوك، الغزوة التي جرت بين المسلمين والروم في الشمال من الجزيرة العربية حيث تخوم الشام.
وغزوة تبوك كانت بمثابة المحك والاختبار لدى كثير من الصحابة الذين تثاقلوا عن الخروج للقتال وتخاذلوا لأجل أهداف دنيوية تافهة، ومن هذه الأسباب التي ساقوها الحر وحرارة الجو، ولعمري فإن التثاقل عن الخروج للقتال وتنفيذ أمر النبي صلى الله عليه وآله وهو أمر الله لسبب كهذا يضحك الثكلى في خدرها.
وقسم منهم تحجج بأنه موسم حصاد محصولهم من تمر وغيره، فمن يحصد ثمارهم لو أنهم خرجوا وتركوا ديارهم؟! وبعضهم تحجج بأنه لا يريد مفارقة نسائه وأطفاله.. وهكذا دواليك.
ومن ينظر إلى هذه النوعية من الحجج لعلم بأنها مجرد حجج واهية لا قيمة لا، وإنما الدافع هو الحقيقي هو الجبن والتخاذل عن نصرة الإسلام والذود عن حياضه، فما قيمة الزرع والثمار والنساء والعيال إن كان هناك عدو خارجي يهدد بالانقضاض على دولتك الفتية ونتيجة لذلك سيقضى على الإسلام والدين الذي أفنى النبي صلى الله عليه وآله زهرة حياته في سبيل خروجه إلى النور ليملأ العالم نورا بعدما ملئ جهلا وظلما.
وفي هذا الصدد تحدثت الآية الكريمة عن جماعة من الصحابة الكرام ممن خذلوا النبي صلى الله عليه وآله في خروجهم لغزوة تبوك وعصوا أوامره وقدموا دنياهم على آخرتهم وسقطوا في الفتنة كما عبر القرآن الكريم، فحق عليهم العذاب الأليم في نار جهنم! إنه نص القرآن الكريم ليس إلا!
إن ما يميز مذهبنا هو توافقه مع القرآن الكريم قلبا وقالبا وفي كل موقف وموطن، ولا يستحي من إظهار الحقيقة وعرضها على القرآن الكريم، فما وافقه أخذنا به وما خالفه ضربنا به عرض الجدار، وهذه الآية من هذه المواضع التي تخبط فيها القوم وحاروا فيها جوابا.
