شبهات حول المرأة في الإسلام – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا).
إن الإسلام نزل بين العرب، وعند نزوله كان العرب يعيشون فترة من الجاهلية في جميع أنحاء الحياة، ومن تلك النواحي علاقتهم بالمرأة، حيث كان العرب قبل الإسلام يحتقر المرأة أشد احتقار.
فكانوا لا يعطون للمرأة ميراثها بحجة أنها غير مكلفة بما يكلف به الرجال فهي لا تقاتل ولا تعمل وليست مكلفة بالإنفاق، وأيضاً بحجة عدم تمكينها من الاستقلال المادي لأنها إذا استقلت تمردت على الرجال وإذا تمردت أخربت الأسرة.
شبهات حول مكانة المرأة في الإسلام:
ولكن في العصر الحالي تُثار حول الإسلام شبهات بانتقاص حقوق المرأة، مثل قضية ديّة المرأة نصف دية الرجل وميراثها بنصف ميراث الرجل أيضاً، وهذه الأمور تحتاج إلى دراسة معمقة وفهم للشريعة الإسلامية في سياقها الأوسع.
دية المرأة في الإسلام:
في الشريعة الإسلامية، دية المرأة نصف ديّة الرجل، وهنا تأتي الشبهة التي يُثار حولها التساؤل: لماذا تكون ديّة المرأة أقل من ديّة الرجل؟
السبب الحقيقي:
هذا لا يعني أن المرأة أقل قيمة من الرجل، لكن الأمر يتعلق بالمسؤوليات الاقتصادية والاجتماعية التي تلقى على عاتق الرجل، فالرجل هو المسؤول عادة عن إعالة المرأة والإنفاق عليها، وعندما يقتل الرجل، تخسر الأسرة معيلها، مما يسبب تأثيرا أكبر على الأسرة مقارنة بقتل المرأة التي ليس عليها مسؤولية الإنفاق، وهذا لا يعني أن حياة الرجل أكثر أهمية من حياة المرأة.
ميراث المرأة في الإسلام:
واحدة من الشبهات الأخرى هي أن الإسلام يجعل ميراث المرأة نصف ميراث الرجل في حالات معينة. فمثلاً، الابن يرث نصف ما ترثه الابنة.
السبب الحقيقي: الإسلام يفترض على رجل واجبات مالية لا تفرض على المرأة، فالرجل ملزم شرعاً بالإنفاق على الأسرة، بما في ذلك الزوجة والأبناء، وحتى الأقارب إذا كانوا بحاجة، وفي المقابل لا تتحمل المرأة هذه المسؤولية، حتى وإن كانت تملك المال.
توزيع الميراث: يُراعي الإسلام أن الرجل سيكون عليه التزامات أسرية، بينما تحصل المرأة على ميراثها دون أن تكون عليها تلك الالتزامات.
الخلاصة
الإسلام ليس دينًا يجب أن تقر المرأة، بل أعطاها حقوقًا وخلصها من الظلم الذي كانت تعاني منه في الجاهلية، والأحكام المتعلقة بدية المرأة والميراث لا ينبغي أن تفهم على أنها انتقاص من المكانة الاجتماعية لدى المرأة في الإسلام، بل هي جزء من نظام واسع يهدف إلى تحقيق العدالة بين الرجل والمرأة.