حرمة المسلم في القرآن – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
إن هذه الآية أصل من أصول الإسلام العظيمة وهو تحريم قتال أهل القبلة، وتضمنت عدة أمور لدخول الفرد بالمجتمع المسلم، وأول تلك الأمور التوبة، وقد حددت الشريعة الإسلامية شروطاً للتوبة وهي ترك المعصية والندم والعزم على عدم العودة.
نعم إن التوبة الحقيقة أمر باطني، أي لا يمكن للآخرين معرفة حقيقة توبة أحدهم أم أنه لازال على كفره، لكن الشريعة الإسلامية أقرت أن الفرد الذي يظهر أحكام الإسلام وإن خالفت باطنه حكم بإسلامه وحرم دمه وماله وعرضه.
لكن ما نراه اليوم من موجه تكفير من قبل فئة تنتحل الإسلام تجاه من يخالفهم من المسلمين عموماً وشيعة أهل البيت عليهم السلام خصوصاً مخالف لجميع قواعد الشريعة في موضوع التكفير، وليس الهدف من زرع تلك الفئة بين المسلمين إلا لإيجاد التناحر والخلاف بين الأمة الواحدة.
وفي قوله تعالى: (وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ) إشارة إلى أن كلتا الأمرين مقترنين ببعضهم البعض فرسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (من فرق بين ثلاث فرق الله بينه وبين رحمته يوم القيامة من قال أطيع الله ولا أطيع الرسول والله تعالى يقول أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، ومن قال أقيم الصلاة ولا أوتي الزكاة والله تعالى يقول: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)، ومن فرق بين شكر الله وشكر والديه والله عز وجل يقول: (أن اشكر لي ولوالديك)
لأن الصلاة فيها صلاح للفرد والزكاة فيها صلاح للمجتمع، فالإنسان بالصلاة يقوم نفسه وروحه ويؤدبها، وهي كما جاء في الروايات الشريفة (معراج المؤمن)، والزكاة لو أديت بحقها ووصلت إلى أهلها لما وجد فقير في المجتمع، فلا يمكن للواعظ أن يضع موعظته في فرد جائع، إضافة إلى أن الحد من الفقر في المجتمع يحد من انتشار الجريمة فيه.
نعي مصيبة أبا الفضل العباس