وظائف المسجد في المجتمع – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ)
أهمية عمارة المساجد في الإسلام
إنما أداه حصر، فالآية الكريمة تحصر عمارة المساجد بأولئك المؤمنين، والآية تنسب هذه المساجد التي يعمرها المؤمنون لله تعالى، ولهذا قالت: (مَسَاجِدَ اللَّهِ)، ونسبة المساجد إلى الله تعالى هل المقصود منها مجرد إضفاء قدسية وتعظيم لهذا المكان؟
والجواب أن ليس فقط المقصود جعل هذا المكان ذو قدسية وعظمة، بل المراد أوسع من هذا المعنى، بل حتى تعطي أن المسجد له مزايا ووظائف تجعله يختلف عن البيوت الأخرى.
دور المساجد في تعزيز الإيمان بالله
فوظيفة المسجد ليس فقط لأجل أداء شعيرة الصلاة، بل المسجد هو قناة عبادية ترتقي بالعبد روحياً وأخلاقياً، والمكوث بالمسجد يكسب العبد شعوراً بالارتباط بالله تعالى، وأن جميع الموجودين في هذا المسجد هم مرتبطين بالله تعالى، وهذا يجعل منهم على قلب رجل واحد، ويتهاوى بالارتباط بالله تعالى جميع الفوارق الطبقية والعرقية.
وظائف المسجد الروحية
وقد سئل أحد العارفين: أيهما أحب إليك المكوث في المسجد أم في الجنة، قال المكوث في المسجد، لأن المكوث في الجنة فيه رضا نفسي والمكوث في الجنة فيه رضا ربي.
خاتمة
في الختام، يتضح أن عمارة المساجد ليست مجرد بناء مادي، بل هي عمل روحاني يعكس إيمان المؤمنين بالله واليوم الآخر. المساجد ليست فقط أماكن لأداء الصلاة، بل هي مراكز تجمع المؤمنين، تعزز الروابط الروحية والاجتماعية بينهم، وتزيل الفوارق الطبقية والعرقية. إن المكوث في المساجد يمنح العبد شعورًا بالارتباط بالله ويعزز من قيم الوحدة والتآخي بين المسلمين. لذا، فإن عمارة المساجد تعد من أعظم الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المؤمن، لما لها من تأثير عميق على الفرد والمجتمع.